التربيةالسنوات الأولىالمولود الجديديوميات ماما

أنا الكبير!

 

 

أنا الكبير!

أنا الكبير!
 رغم إن أنا وجوزى كنّا راضيين جدًا بأننا نخلف طفل واحد بس زي كتير من الآباء، إلا إن فراس خلانا نغير رأينا ونقدم على خطوة محاولة الإنجاب مرة تانية. الولد في آخر سنة قبل حملى (كان عنده حوالي أربع سنين ونصف) كان بدأ يجيله اكتئاب وكان بدأ يفهم إنه فيه حاجة في الحياة اسمها إخوات وإن هو ما عندهوش إخوات.

 عمرى ما كنت أتخيل إنه يبقى فاهم الحاجات دي لحد فـ يوم جه وقاللي: “ليه كل زمايلى فى المدرسة عندهم إخوات وأنا ما عنديش”؟! عرفت  ساعتها إنه فهم الدنيا، وعرفت إنه سنّة الحياة إنه يكون ليه اخ أو أخت، وحسيت بإننا  كنا انانيين قوى لمّا فكرنا فـ نفسنا بس وقررنا نكتفي بطفل واحد بس من غير ما نفكر يا ترى الطفل ده هيبقى مبسوط وهو لوحده ولا لأ. طول النهار أنا وببباه مركزين في مشاغلنا وهو قاعد لوحده..حطيت نفسي مكانه لقيت إنه معذور بجد.

 كمان في الفترة الأخيرة قبل حملى بدأ يميل جدا للعب بالعرايس.. بقى يحب ينام وهو حاضن عروسة ولما كنت بسأله:  “مين دى”؟ كان بيقول لى: “دى أختى”.

 كل دى كانت مؤشرات إننا لازم نفكر جديًا فى إن فراس يبقى عنده أخ..والحمد لله حصل الحمل.

 قلت لفراس فى الشهر الخامس إنى حامل. قلت له: “مامى هتجيبلك أخ يا فراس..أنا صليت ودعيت ربنا عشان يرزقنا بأخ ليك وربنا حط البيبى فـ بطني خلاص وهو دلوقتي بيكبر”. سألني:  “البيبى هيجى الدنيا ازاى”؟  قلت له: “ماما هتروح المستشفى وهتاخد حقنة وتنام والدكتور هيطلع البيبي من بطنها”. دي أقصى درجة من درجات الصراحة اللى عرفت أوصلها معاه. حسيت إنى ما كدبتش..أنا بس خبيت شوية حقائق مش مناسبة لسنه..ولأنه كلامي منطقي وجزء كبير منه حقيقى، بدأ فراس يفهم الأفلام ويفهم المشاهد اللى الأم بتولد فيها ويتفاعل معاها بشكل كبير.

 أنا فاكرة يوم الولادة، كان يومها في المدرسة ولما رجع قالوا له تعالى نروح نشوف مامى فى المستشفى عشان ولدت..فقت من البنج وفتحت عينى لقيته ماسك إيدى والإبتسامة منورة وشه.

 أول ما روحّنا البيت وصيت الأصدقات المقربين والأهل إنهم وهمّا جايين يزوروني يجيبوا له حلويات أو أى حاجاة معاهم، طبعًا الموضوع كان محرج إنى أقول للناس هاتوا هديتين بدل هدية واحدة لكن بصراحة المعظم كان متفهم وفاهم أنا بعمل كدة ليه.

 الفترة الأولى كان هيموت ويشيلهم ويتصور معاهم ويبوسهم وده كان بيزعجنى جدًا، لكن كنت بحاول إني ما أحسسوش بده على قد ما أقدر وطبعًا عملت كل الحيل بتاعة إنت الكبير، وإنت اللي هتأكّل اخواتك بعد كدة، وإنت جميل وكانت بتجيب نتيجة أحيانا وأحيانا تانية ما كانش بيقتنع وكان بيغير برضه..كان بيطلب ينام فـ حضنى وكان بيطلب منى أأكله وأحيانا كان بيتظاهر إنه عمل على نفسه (وكان ممكن يعمل بجد) عشان كان ملاحظ إن وقت تغيير البامبرز بتاعهم بيبقى وقت مهم.

 وهمّا عندهم شهرين جات له حالة مرضية اسمها (أشوف الكي -كي) كان بيحس بسعادة غامرة لما يشوف الكي-كي بتاعهم في المامبرز وكان يفضل يقول يع يع يع وهو بيضحك لمدة عشر دقائق مثلًا. وكان كل ما يجيلنا ضيف يفضل يحكى عن الموضوع ده.

 الموضوع أخد 4 شهور على الأقل لحد ما بدأ يهدى شوية ويتقبل وجودهم من غيرغيرة مرضية بس الحمد لله إن كُبر سنه كان مخليه فاهم الحاجات الخطر فمكنش بيعملها معاهم.

ولنا لقاء آخر قريبًا.

*هذه المقالات تعكس وجهة نظر الكاتبة وهدفها نقل الخبرات الشخصية مع الأمومة. ننصح كل أم أن تأخذ ما يناسبها فقط وتستشير طبيبها الخاص فى الأمور الطبية.

Facebook Comments

شيماء الجمال

شيماء الجمال كاتبة ومدونة في مجال الأمومة ، ومؤسسة Ana7amel.net . يمكن الاتصال بها على info@ana7amel.net .

زر الذهاب إلى الأعلى