هل طفلى أنانى؟
هل طفلى أنانى؟
الأنانية معناها أن يهتم الإنسان أكثر من اللازم بنفسه أو يهتم بنفسه فقط، أن يهدف ويركز على مصلحته، سعادته، أو منفعته دون أى اعتبار للآخرين.
الطفل الأنانى عادةً لا يكون لديه عطف أو شفقة على الآخرين، كما أنه نادراً ما يكون لديه الاستعداد لتقديم يد العون لأحد، بالإضافة إلى أنه يعتبر أن كل الناس وكل الأمور تدور حوله هو، ففى أغلب الحالات، بالنسبة للطفل الأنانى، هناك طريقة واحدة – طريقته هو! الأطفال الأنانيون يتسم سلوكهم عادةً بالمنافسة والعدوانية، كما يكون لديهم رغبة دائمة فى التحكم فى كل شئ، وبالطبع تكون لديهم رغبة شديدة فى أن يكونوا مركز الاهتمام بالنسبة لآبائهم وأمهاتهم، أفراد الأسرة، مدرسيهم، وأصدقائهم دون أن يضعوا فى اعتبارهم احتياجات الآخرين. حتى عندما يتصرف الطفل الأنانى بشكل غير أنانى، كثيراً ما يكون تصرفه نابعاً من رغبته فى إظهار سلوكه الطيب.
إذا نظرنا حولنا فى عالم اليوم الملئ بالمنافسة والفردية، سنعرف بسهولة لماذا يجد الأهل صعوبة فى تنشئة طفل لا يتسم بالأنانية. كثير من الآباء يقلقون عندما يجدون أن طفلهم لا يحب أن يشاركه أحد فى أشيائه، فرغم أن الأهل والمدرسين يتحدثون إلى الأطفال ويذكرونهم باستمرار بأهمية المشاركة، إلا أن كثير من الأطفال الصغار يجدون صعوبة فى فهم هذا المفهوم وتطبيقه. بشكل عام، الأطفال لا يفهمون معنى المشاركة أو معنى السلوك الأنانى.
فكرة المشاركة أمر صعب على أغلب الأطفال، سواء كانت هذه المشاركة مشاركة أحد فى اهتمام الأم والأب، أو المشاركة فى صديق، أو حتى فى لعبة، لدرجة أن مسألة المشاركة قد تبدو أحياناً أمراً مستحيلاً. لكن المشاركة تتطلب التدريب واللين، فهى عادة يتعلمها الطفل مع الوقت وهو يكبر، لذا، فدورنا نحن كأمهات وآباء أن نساعد أطفالنا على رؤية النتائج الإيجابية للمشاركة وعدم الأنانية، وتعليم الطفل أن إشراك غيره فى الشئ الذى يحبه لا يعنى أنه سيفقد هذا الشئ، لكنه يعنى أن الطفل الآخر سيستخدمه لبعض الوقت فقط. فى النهاية سيوافق الطفل ويرحب بفكرة المشاركة طالما أنه يعيش مع أشخاص يتسمون بروح المشاركة، الكرم، والسلوك الغير أنانى.
نحن جميعاً نتمنى أن يكون أطفالنا غير أنانيين وكرماء، لا يشركون فقط أصدقاءهم فى لعبهم، ولكن يشركون الآخرين فى حنانهم ومشاعرهم الطيبة. كثيراً ما يعتقد أن شعور الطفل بخصوص إشراكه لغيره فى ممتلكاته يرتبط بشعوره بخصوص مشاركة أخوته وأجداده له فى اهتمام أبويه أو حتى مشاعره تجاه انشغال أمه عنه أثناء حديثها فى التليفون مع صديقتها. غالباً الطفل الذى يشعر بثقة فى مشاعر أبويه تجاهه يكون لديه استعداد أكبر لإشراك الآخرين فى لعبه وممتلكاته.
يتفق الخبراء على أنها مرحلة طبيعية من نمو طفلك أن يبدأ ب”اللعب المتوازى” أى لعبه إلى جوار طفل آخر بدلاً من اللعب معه، فى سن تعلم المشى تقريباً. فى هذه السن، يكون اهتمام الأطفال عادةً منصباً حول أنفسهم، يشيرون إلى الأشياء ويقولون “ملكى”، ولا يشتركون مع غيرهم من الأطفال أو يتناوبون الأدوار فى اللعب. غالباًَ لن يرغب طفلك فى فى هذه السن فى إشراك أخوته أو أصدقائه فى لعبه أو ممتلكاته، وقد يكون لديه حب تملك كبير، كما يمكن أن ينزعج بشدة ويضرب الطفل الآخر إذا لمس أشياءه. سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يبدأ الأطفال فى هذه السن فى اللعب معاً بشكل فيه تعاون. عندما يكبر الطفل ويصبح فى سن الحضانة، يبدأ فى التخلى عن سلوكه الأنانى، وغالباً لن يمانع فى الاشتراك مع الأطفال الآخرين فى اللعب أو فى السماح لهم باستخدام ألوانه، مادامت هذه الأشياء ليست الأشياء المفضلة لديه. نرى الأطفال فى هذه السن يتبادلون الأدوار فى استخدام المرجيحة، يتبادلون ألعابهم لمدة يوم، بل ربما يتبادلون حلوياتهم أيضاً. أما الأطفال فى سن المدرسة فيستطيعون فهم معنى المشاركة والعطف على الآخرين، لكن هذه المشاعر تحتاج للتشجيع.
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.