هاشم يقحم نفسه فى مشاكل!
هاشم يقحم نفسه فى مشاكل!
من أرشيفنا: مايو ٢٠٠٢
عندما بلغ هاشم شهره العاشر، اضطر والده للتنازل عن عاداته لكى يستطيع التأقلم مع متطلباته!
ها هو هاشم، الكائن الصغير، كثي المطالب، النشط بشكل مبالغ فيه، والذى يصيح طوال الوقت: “جابو، جابو، جابو”؟ لقد بلغ هاشم الآن شهره العاشر. إن أمتع أوقاته يقضيها فى الإمساك بإصبع أى شخص والتجوال فى المنزل محاولاً استكشاف كل شىء وكل ركن فيه. يستطيع هاشم الآن أن يمشى 5 أو 6 خطوات بمفرده، ولكن فى كل مرة ينسى فيها أنه لازال يتعلم المشى ويحاول الدوران أو القفز للإمساك بأقرب شىء إليه، يفقد توازنه ويقع. هو يصر على أن يقودك فى جميع أنحاء المنزل قاباً بشدة على إصبعك. هذا الأمر يكون ممتعاً للغاية على الأقل لأول 5 دقائق حتى تشعر بأن إصبعك يؤلمك بشدة!
لحسن الحظ لا يستطيع هاشم التميز بين الأشخاص الذين يقودهم، فهو يستمتع بمسك إصبع أى شخص. تكون هذه الجولة الظريفة عندما يكون جده وجدته متواجدين عندنا، لأنه كما يبدو أن لهما قدرة عظيمة على احتمال الألم، غالباً لأنهما يعلمان أن زيارتهما تكون لوقت قصير، ويستطيعان فى أية لحظة الهروب للاستمتاع بالهدوء والسلام فى بيتهما. يجب بالطبع أن تكون متفاعلاً أثناء تلك الجولات، فالأمر ليس عبارة عن جولة هادئة فقط، ولكنها تكون جولة مليئة بلحظات توقف للتعرف على أشياء معينة، مثل النباتات، الأضواء، وألعابه المفضلة.
فى يوم من الأيام، قرر هاشم أن يصبح مغامراً، فعادةً ما ندعه يلعب فى غرفة المعيشة حيث يوجد متسع من المكان ليحبو فيه. فى ذلك اليوم تركناه بمفرده فى غرفة المعيشة لمدة دقيقتين بالتحديد. عادةً عندما يكون صوت الطفل مسموعاً فهو بخير، لكن فى هذه المرة على غير العادة سادت فترة طويلة من الصمت، فأصابنا الفزع وتوجهنا فى الحال إلى غرفة المعيشة لنجد هاشم قد حبا حتى وصل إلى الكنبة، ثم وقف، وبعد ذلك استخدم مجموعة من الكراسى والمناضد للاستناد عليها حتى وصل إلى الزرع الموجود فى ركن الغرفة. وجدنا هاشم ويده تغوص فى الطين، والطين وقطع الزرع التى حاول أن يأكلها تغطى أرض الغرفة! فعندما لم يعجب هاشم طعم الزرع حاول الانتقام منه بتمزيقه إلى قطع صغيرة. هذا واحد من ضمن أحداث أخرى مرت بنا خلال الفترة الماضية، مثل حدث وضع يده فى ماء التواليت ليلعب بها…. ولكن هذه قصة أخرى.
بينما قد تبدو كل هذه الأمور ظريفه وأحياناً مضحكة، لكن صدقونى فالحياة مع طفل صغير سريعاً ما تصبح مرهقة ومستنزفة للطاقات. يوم هاشم يبدأ فى الساعة السادسة والنصف صباحاً، فأنا عن نفسى لم أستيقظ قط فى حياتى فى هذا الوقت المبكر (باستثناء المرات التى كنت مضطر فيها للحاق بوعد طائرة أو فى الماى عندما كنت فى المدرسة وكان علىّ المذاكرة للامتحان). كنت أفخر دائماً بأننى أنام حتى الساعة الثامنة صباحاً، وبعد ذلك أستيقظ وأتبع روتيناً دقيقاً وناحجاً حتى أكون فى سيارتى متوجهاً إلى عملى فى الساعة الثامنة والنصف، وأصل إلى عملى فى التاسعة. كل ذلك تغير الآن، غأنا أتولى نوبة الصباح مع هاشم، حنى تستطيع زوجتى أن تنام بضع ساعات إضافية ثمينة. إن صرخة هاشم الصباحية أفضل وأدق من أى منبه. عندما يستيقظ عادةً ما يظل يتململ ويظل مزاجة غير معتدل إلى أن يظهر له أحد ويحييه، ورغم كل شىء، إلا أنه شعور رائع أن تذهب إلى غرفته فى السادسة والنصف صباحاً وترى وحهه يىء بابتسامة عريضة عندما يراك تدخل إليه. غالباً ما يجعل ذلك الشعور مسألة الاستيقاظ المبكر تستحق (مع التأكيد على كلمة غالباً).
تبدأ الطقوس الصباحية بتغيير الحفاضة، ثم بعد ذلك أذهب لتدفأة اللبرونة التى تم تحضيرها منذ الليلة السابقة ووضعها فى الثلاجة، يستطيع هاشم الآن أن يمسك بالببرونة ويطعم نفسه، ويستغرق منه ذلك حوالى 10 دقائق. أقوم بحلاقة ذقنى سريعاً وآخد دش، ثم نستغرق بعد ذلك حوالى ساعة فى قراءة بعض الكتب واللعب بلعبة. يبدأ بعد ذلك هاشم فى الشعور بالملل، فينقبض على إصبعى ويصحبنى فى جولته الصباحية حول المنزل. عادة ما يذهب لأمه وهى نائمة، ويشد شعرها ليعرف إن كانت ستستيقظ، ثم بعد ذلك فى حوالى الساعة الثامنة ينبهنى إلى أنه يحتاج لتغيير الحفاضة مرة أخرى، فأقوم بهذه المهمة ثم يلبس ملابسه، أقصد ألبسها له. هو يكره جداً مسألة خلع وارتداء الملابس، ويتصرف كأنها مسألة مؤلمة ومعذبة، وهى كذلك بالفعل ولكن بالنسبة لى أنا! بعد ذلك أقوم بتسليمه لأمه التى تكمل معه باقى المهمة حتى السادسة مساءً إلى أن أعود من عملى وأتسلم منها النوبة المسائية. فى حوالى الساعة الثامنة مساءً يوكن هاشم قد تعب واستغرق فى النوم. فى ذلك الوقت أكون أنا وزوجنى منهكين تماماً من التعب وعادة ما نخلد إلى النوم مباشرة.

حسن هو أب لولدين يستمتعان بالكتابة عن مغامراتهما أثناء تجوالهما في الحياة.