مولود ممتلئ … طفل سمين!!
مولود ممتلئ … طفل سمين!!
-هناك تضارب في أفكار المجتمع عن الوزن، فكثيراً ما نريد أن يكون المولود أو الطفل الصغير ممتلئاً ثم نطلب منه بعد ذلك، خاصة بعدما يكبر، أن يقلل من وزنة!! وتتذكر أمينة وهي أم وتعمل مهندسة ديكور كيف أن الناس كانوا لايكفون عنن لومها بسبب نحافة طفلها. تقول: “لقد كانوا يزعجنني دائماً، بالإضافة إلي أن جداه كانوا يتهمانني بانني لا أقوم بإطعامه بشكل سليم أو أنني لا أهتم جيداً بوجباته الغذائية. فذهبت من طبيب أطفال إلي أخر وكانوا كلهم يؤكدون ان إبني سليم ولكنه نحيف فقط، فكان غاية في الحيوية والنشاط. لكن بسبب المضايقة التي تعرضت لها ممن حولي أحسست بضرورة إطعامهبشكل مستمر، وكانت النتيجة أنني أصبحت أعطية كل النشويات التي يمكن تخيلها وأخذت أحشو جسمه كل يوم بكل شئ أعتقد انه قد يزيد من وزنه، وأنا نادمة جداً علي ذلك لأن غبني ذو التسعة أعوام أصبح الآن بديناً وخاملاً ولايجد ملابس تناسب جسمه”. ومن الشياء المهمة جداً التي تنصح بها الأمهات اللاتي قمن بإنجاب اول طفل لهن، أن ينظمن عاداتهن في تغذية الطفل كلما تقدم عمره، كما تقول د. غادة دري أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس. وتكمل: “من المهم ألا ياكل الطفل بين الوجبات كي يتعود علي التغذية الصحيحة وأن يعطي الفرصة لتناول الخضروات والفواكه بشكل كاف، فلا يجب أن تقدم الأم لطفلها وجبة مليئة بالنشويات وتتناسي الخضروات والفاكهة. كما لا يجب أن تتأثر الأم كثيراً بما يقوله الآخرون بل يجب عليها أن تثق في نصيحة طبيب الطفال. فالطبيب ينظر في جدول خاص بالأوزان والأطوال القياسية عندما يزن الطفل، وإذا ما كان قريباً من هذه المقاييس فهو بحالة جيدة”. صحيح أننا نجد أحياناً الطفل البدين جذاباً وجميلاً للغاية، ولكن تقول الدكتورة غادة إنه عندما يبدأ الطفل في الحبو او المشي ومازال بدين، عندها لا يمكننا إعتباره طفل جذاباً لأن في هذه المرحلة ينبغي أن يفقد قدراً كبيراً من دهون الجسم. وغذا كان الطفل يتناول المكونات الصحيحة للطعام من فيتامينات وبروتينيات ونشويات وأملاح فلايجب أن تقلق الأم مهما كان شكل جسم الطفل فالوجبة المتوازنة لها الأولوية.
كيف تحلين هذه المشكلة؟!
-“تناولي الطعام الصحي… مارسي الرياضة” شعار ينبغي أن نتبعه جميعاً. والتناقص البطئ المتدرج يمكن أن يكون أكثر فعالية وافضل لصحة الطفل من الهبوط السريع للوزن. والأكثر أهمية تشجيع الطفل علي أن يحيا حياة أكثر نشاطاً بدلاً من دفعه إلي نظام غذائي صارم. عندما يفقد الطفل كثيراً من وزنه فجأة قد يقع فريسة لنوبات إكتئاب حادة. فيجب أن يكون نقصان الوزن تدريجياً ويجب أن يحتوي النظام الغذائي علي كل شئ يحبه الطفل، كما لا يجب حرمان الطفل حرماناً كاملاً من بعض الطعمه كما يفعل الكبار. وأخيراً، يجب أن نكافئ الطفال بالقصص المفيدة أو بالخروج للتنزهه بدلاً من إعطائهم الحلوي.
-ومن جانبها تقول د. غادة: تعتبر الرضاعة الطبيعية من الطرق التي تمنع البدانة في الطفولة المبكرة، فالأطفال الذين يحصلون علي رضاعة طبيعية لا يسمنون أبدا إلا إذا عندما تقومي بتغذيتهم عن طريق مصادر خارجية. كما يجب أن تحتل نوعية الطعام أهمية قصوي فمثلاً المشروبات الغازية والحلوي يجب ألا تكون جزءا من الغذاء اليومي للطفل وبدلاً من ذلك يجب تقديم العصائر الطازجة والفواكه”. وأخيراً يجب علي الأمهات أن يتبعن إحساسهن الفطري ونصائح أطباء الأطفال ولا يتبعن نصائح الآخرين. فإذا علمت أن طفلك يتبع نظام غذائي صحيح وأنك فعلت كل ما في وسعك لتشجيع عاداته الغذائية السليمة ولمنع الضارة منها، فعليك أن تنعمي براحة البال. وينبغي ألا تقاني بالأطفال الآخرين من ناحية البدانة أو النحافة أو الطول أو القصر، فهذه المقارنات تضر بثقة الطفل بنفسه. لذا فأفضل ما نربي به أطفالنا هو تشجيعهم علي أن يكونوا أصحاء وسعداء وهادئي النفوي.
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.