ماذا تفعلين مع طفل يكذب؟
ماذا تفعلين مع طفل يكذب؟
إذا نشأ الطفل على الصدق غالباً لن يكون الكذب من عاداته عندما يكبر. لكن إذا ما أهملت هذه العادة لدى الطفل وهو صغير فقد يتطور الأمر إلى درجة غير صحية.
ماذا تفعلين مع طفل يكذب؟
يأتى إليك طفلك بعد عودته من المدرسة يحكى لك قصة عن شىء حدث فى فصله، ثم تكتشفين عندما تتحدثين مع مدرسته بأن القصة التى أخبرك بها غير حقيقية. بعد ذلك تجدين التسريحة الخاصة بك مقلوبة، أدوات ماكياجك مبعثرة فى كل مكان، وعندما تواجهين الشخص الوحيد الذى تشكين فيه وهو ابنتك، تنكر بشدة مسئوليتها عما حدث.
إن الكذب عند الأبناء من العادات السيئة التى يحرص الآباء على وضع حد لها، ولكنهم يجدون أن الأمر ليس بهذه السهولة. لذا نقدم لك 4 نصائح أساسية تساعدك على حسم الأمور مع طفلك.
عندما يقوم طفلك باختلاق قصة لا تتضايقى منه ولا تعطى الموضوع أكبر من حجمه.
فى أحيان كثيرة يصعب على الآباء التفريق بين الخيال والكذب عند الأطفال خاصة عندما يقوم الأطفال الصغار بحكاية القصص. فالأطفال وبالتحديد من سن ثلاث سنوات إلى سبع سنوات، يكون لديهم خيالاً واسعاً، لذا يجب على الآباء والأمهات ألا يصابوا بالقلق إزاء خيال طفلهم، فاللعب الذى يعتمد على الخيال يعتبر ظاهرة طبيعية وصحية بل ويجب علينا أن نعتبره علامة على نبوغ الطفل فى سنوات عمره الأولى.
لا تبالغى فى رد فعلك إذا اختلق طفلك قصة ما. فإن الطفل يعرف جيداً كيف يثير انتباه الكبار، لذا فحاولى بكل جهدك ألا تظهرى أنك غاضبة أو منزعجة عندما تكتشفين بأن طفلك لا يقول الحقيقة، لأن ردود فعل كهذه ستشجعه على اختلاق قصص أخرى حتى يرى نفس رد الفعل لديك. بدلاً من ذلك، قومى بالتركيز على أى شىء مفيد يكون قد ذكره طفلك أثناء الحوار نفسه وحاولى صرف ذهنه عن الأكاذيب التى يرويها، وإلا ستنمين عنده عادة سيئة.
عندما يصل الطفل إلى سن السادسة أو السابعة فمن المقبول أن نجده يستخدم خياله بشكل واسع ساعتين يومياً، ولكن إذا كان الطفل يعيش بشكل دائم فى عالم خيالى فإن هذا يكون مؤشراً يدعو للاهتمام والأخذ فى الاعتبار. حيث أن الخيال النشط بشكل مبالغ فيه بحيث يغرق الطفل طوال النهار فى أحلام يقظة، أو أن يكون الطفل متأثراً بشكل مبالغ فيه بشخصيات من وحى خياله..الخ، يعتبر ظاهرة غير طبيعية، فمن الممكن أن يكون هذا الخيال الجامح مؤشراً لوجود عدة تضطرابات عند الطفل منها الفصام، أو اضطراب القدرة على الانتباه. فإذا كنت تعتقدين أن سلوك طفلك غير طبيعى، فيجب عليك استشارة طبيب.
عندما يعترف طفلك بارتكابه خطأ ما، احرصى على أن تظهرى خيبة أملك بسبب تصرفاته، ولكن فى نفس الوقت امدحيه واثنى عليه لأنه قد قال الحقيقة.
فى كثير من الأحيان يلجأ الطفل للكذب، والسبب ببساطة هو شعوره بالخوف من قول الحقيقة، فعن طريق التجربة يدرك الطفل أن والدته تغضب بشدة عندما يخبرها الحقيقة بأنه قد تصرف بشقاوة. تعترف أم لطفل فى السادسة فتقول: يقوم ابنى دائماً بأعمال مؤذية، وعندما يحطم شيئاً أطلب منه أن يخبرنى بما حدث بصدق، ومع أننى أعده بأننى لن أغضب وأننى لن أعاقبه إذا فعل، إلا أننى أفقد أعصابى دائماً وأنفجر فيه غاضبة. نتيجة لذلك، لجأ طفلى إلى الكذب لكى يحمى نفسه.
عندما يتصرف الآباء أو الأمهات بهذه الطريقة، فإنهم بذلك لا يشجعون الطفل على قول الحقيقة، فما يراه الطفل أن قول الحقيقة جعل والدته تغضب منه وتسبب له فى العقاب، فى حين أن كذبة صغيرة كانت من الممكن أن تكون سبباً فى نجاته. كما يلاحظ الطفل أيضاً أن والدته نفسها قد كذبت عندما وعدته بعدم معاقبته ولكنها فعلت. بذلك التصرف، ضربت الأم مثلاً واضحاً بأن الكذب من الممكن أن يكون بمثابة وسيلة للوصول إلى ما نريد. إذا كان لديك طفلاً مشاغباً، فلا تنظرى إليه دائماً على أن أنه الطرف المذنب كلما حدث أى خطأ، بدلاً من ذلك ركزى على الصفات الإيجابية فى شخصيته وعبرى له دائماً عن رضائك بشكل صريح، وعندما يعترف لك بأنه ارتكب خطأ، احرصى على أن تشعريه بأنك سعيدة لأنه أخبرك بالحقيقة. بعد ذلك عليك أن تعرفى لماذا أساء التصرف، وكيف تستطعين منعه من تكرار ذلك، وإذا قررت معاقبته فلتفعلى ذلك فى هدوء.
تجنبى إطلاق لفظ كذاب على ابنك، لأنك بذلك ستؤثرين بشكل كبير على تقديره لذاته وستجعلينه يشعر بأن لا أحد يثق به.
يكذب الأطفال عادة حتى يستطيعون التخلص من فعل شىء لا يريدونه. على سبيل المثال إذا كانت ابنتك جائعة وتريد أن تأكل فى الحال، فقد تكذب إذا سألتيها إن كانت قد غسلت يديها قبل الأكل أم لا. تجاهلى الأمر، ويمكنك أثناء تناولها الطعام أن تقصى عليها قصة عن شخص مرض مرضاً شديداً بسبب إهماله الحفاظ على العادات الصحية، أو إذا كانت طفلتك صغيرة جداً، يمكنك أن تطلبى منها أن تساعدك أنت فى غسل يديك، مما يؤدى إلى غسل يديها هى أيضاً.
مهما كان الموقف باعثاً على غضب الآباء، يجب عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم بألا يعطوا الأمور أكبر من حجمها، فعندما يتعاملون مع الأمور بهدوء ورقة سيكتسبون بذلك ثقة أطفالهم وشعورهم بالاطمئنان لهم، ويجب على الآباء والأمهات أن يعلموا أنهم بتوطيد الثقة بينهم وبين أطفالهم فى سنوات عمرهم الأولى، هم بذلك يمهدون الطريق لوجود علاقة قوية تقوم على الصراحة بينهم وبين أبنائهم عندما يصلون إلى الفترة الحرجة من عمرهم وهى مرحلة المراهقة. إن وجود مثل هذه الثقة هام للغاية وذلك لأن الطفل الكبير عندما يكذب غالباً ما يكون وراء ذلك مشكلة خفية تحتاج إلى حل، فعلى سبيل المثال، إن الطفل الذى يكذب بادعائه الحصول على درجات عالية فى الامتحان، قد يكون خائفاً من الاعتراف بأنه يعانى من مشكلة ما فى المدرسة.
كونى قدوة صادقة. إذا أردت من طفلك أن يقول الصدق فافعلى ذلك أنت أيضاً
لا تكذبى، ولا تطلبى من أطفالك أن يكذبوا نيابة عنك، ولا تعدى بشىء لا تستطيعين الوفاء به. بعض الآباء والأمهات ياجؤون إلى الكذب كى يحملوا أولادهم على طاعتهم. إنه من الخطأ أن تقولى لطفلك: “إذا لم تتوقف عن ذلك فسوف أحضر لك ضابط الشرطة ليقبض عليك،” أو ” إذا أكلت طعامك كله فسآخذك لزيارة جدتك”، بينما لا يكون فى نيتك فعل ذلك. مثل هذه المناورات ستنقلب عليك فيما بعد، فبمرور الوقت سيعرف طفلك أنك لا تفى بوعدك ولا تنفذى ما تقولين، وبالتالى فلن يثق بك أو يصدقك.
إن الأطفال يكتسبون سلوكهم وتصرفاتهم من آبائهم وأمهاتهم. إذا كنت صادقة فغالباً ما سيقتدى بك أطفالط. وضحى لأطفالك أن الصدق من أهم الصفات التى يجب أن تتسم بها أسرتكم. احكى لهم القصص والعبى معهم ألعاباً تؤكد أهمية أن يكون الإنسان صادقاً.
عندما يكبر ابنك بعض الشىء سيحتاج إلى فهم أنه يجب مراعاه مشاعر الآخرين عند قول الحقيقة، فمثلاً اشرحى له أنه إذا رأى رجلاً عجوزاً، أو بديناً، أو أصلعاً، فعدم قول شىء أفضل من إبداء الرأى وجرح مشاعر الآخرين. بإمكانك تخيل بعض المواقف مع طفلك ثم اسأليه كيف كان سيتصرف فى مثل هذا الموقف. على سبيل المثال، إذا تلقى هدية لا تعجبه، فمن الأفضل أن يشكر الشخص الذى أهداه الهدية دون التعليق على الهدية نفسها. وستندهشين عندما تجدين أن طفلك يعى وجهة نظرك ربما أكثر مما كنت تظنين، ولن يمر وقت طويل حتى تجدينه يفهم رسالتك عن الصدق وسوف يحترمك لذلك.
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.