كيف يمكن أن أعلم طفلى السلوكيات السليمة؟
س. عمر طفلى عامين ونصف، أنا أحاول أن أعلمه السلوكيات الطيبة – بما فى ذلك قول “لو سمحت، شكراً، وآسف” عندما يكون الموقف مناسباً. أحياناً عندما أذكره بما يجب أن يقوله، يرفض تماماً. ماذا أفعل؟
ج. إن مهمة تعليم الأطفال السلوكيات السليمة ليست مهمة سهلة وفى كثير من الأحيان لا يشعر الأبوان أنهما نجحا فى هذه المهمة. ضعى فى اعتبارك أن طفلك لازال يحاول تعلم كيفية التعامل مع العالم من حوله. إن محاولة تعليم طفل فى هذه السن الالتزام بقواعد سلوكية ثابتة هو فى الواقع أمر فى غاية الصعوبة. ضعى فى اعتبارك أن الطفل فى الثانية والنصف من عمره لا يستطيع أن يفهم المطلوب منه فى كل الأحوال وفى كثير من الأحيان يجد صعوبة شديدة فى تطبيق ما قد تعلمه فى موقف معين على مواقف أخرى. الأمر يتطلب الكثير من الوقت والصبر إلى جانب خفة الظل والقدرة على معرفة الوقت المناسب لفرض إرادتك على الطفل والوقت الغير مناسب لذلك. فى كثير من الأحيان، يتم التدريب الاجتماعى للطفل بطريقة هادئة وطبيعية عند إرساله إلى حضانة جيدة حيث يستطيع أن يتعلم السلوك السليم من خلال ملاحظته لسلوكيات الكبار والأطفال الآخرين.
لكن رغم كل شئ، هناك أوقات لا يتصرف فيها الطفل بشكل سليم. فى هذه الظروف، لا تضعى نفسك فى موقف تحدى مع طفلك أى إما “كلامك أو كلامه”. إذا شعرت أنك تدخلين معركة خاسرة، حاولى تجنبها أو تأجيلها أو حاولى الوصول لغرضك بطريقة غير مباشرة.
الدكتورة جوزيت عبد الله هي أستاذة مشاركة في علم النفس وأخصائي نفسي سريري مرخص. حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة عين شمس وكانت أستاذة علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. تعمل حاليًا في عيادة خاصة كاستشارية في علم النفس السريري
