التربيةالسنوات الأولىبعد الخمس سنوات

كيف تعلمين طفلك مشاركة الآخرين؟

 

???????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????????

 

كيف تعلمين طفلك مشاركة الآخرين؟

ساعدى أطفالك على تنمية مهاراتهم الاجتماعية بتشجيعهم على المشاركة.

يمكنك بسهولة معرفة من من صديقاتك قد تعلمن فن المشاركة. هن اللاتى يوافقن بترحاب على إعارتك كتاباً من كتبهم المفضلة أو فستاناً لتحضرى به حفلاً. فى يوم من الأيام عندما كنت طفلة قضيت اليوم بطوله ألعب مع أعز صديق لى ونحن فى منتهى الانسجام، حتى قررت أن ألعب بطقم الشاى الخاص به. عندئذ تسبب صراخه فى جلب كل الأمهات  لتعرفن سبب هذه الضوضاء. وكان حل المشكلة من وجهة نظر والدته هى إعطائى دراجته لألعب بها بدلاً من طقم الشاى، ولكن هذا لم يحل المشكلة بل ازداد صراخه بعد شاهدنى وأنا أركب دراجته. فقد ازداد الأمر سوءاً لقد قص صديقى إحدى ضفائرى انتقاماً منى!! من المحزن أنه لم يتعلم أبداً المشاركة. فقد كانت أمه دائماً تلجأ للحل السهل فتخفى اللعبة محل النزاع بدلاً من أن تشجع ابنها على قبول تبادل الأدوار فى اللعب. ودون قصد كانت أمه السبب فى تعلمه أن باستطاعته الوصول لهدفه ببدء مشاجرة. ومن البديهى أن الطفل أو حتى الشخص الكبير الذى يعجز عن المشاركة قد تواجهه مشاكل فى التعايش مع الآخرين.

هذه  ملكى

إن الأطفال يبدؤون فى إدراك هويتهم الفردية ما بين سنتين وثلاث سنوات. وعندما يبدأ الأب والأم فى سماع كلمة “بتاعتى” تتردد كثيراً، فأن الطفل يريد بها أن يقول: “أنا شخص مختلف عنك وهذا الشىء يخصنى” وبالرغم من أنه فى استطاعة الأم أو الأب البدء فى تشجيع طفلهما على المشاركة، فمن غير المتوقع أن يفهم الطفل المعنى الحقيقى للمشاركة فى هذه السن.
 
وعندما يرى طفل فى عمر الثانية لعبة يريدها فى يدى طفل آخر، فإن أول ما يخطر له غريزياً هو أن يخطفها. ولكن لا تعتقدى أن طفلك بهذا يكون أنانياً أو طماعاً. هو ببساطة طفل لم يزل بعد صغيراً. وقد يكون رد فعلك الأول أن تنتزعى منه اللعبة وتعيديها لصاحبه، ولكن من الأفضل أن تقولى بدلاً من ذلك: “هل استأذنت صاحبك أن تلعب بلعبته؟”
 
يجب أن لا نتوقع منه ما يتعدى حدود سنه، لأن ذلك قد يسبب له فى المستقبل نقصاً فى تقديره لذاته بالإضافة لمشاعر الاستياء والغضب. ويمكنك بدلاً من ذلك أن تدخلى فكرة المشاركة فى حياته اليومية، بأن تقولى مثلاً: “ساعدنى فى حمل هذا” أو “هل تحب أن تتذوق هذه؟”
 
ومن المهم أن يشاهد الأطفال عملية المشاركة داخل الأسرة. فعندما يتشارك الأب والأم فى شىء ما أمام الأبناء، فأن ذلك يكون له تأثيراً أقوى بكثير من محاولة شرح مفهوم المشاركة. فإن حركة بسيطة – مثل تقسيم تفاحة وإعطاء كل عضو فى الأسرة قطعة منها – تعطى مثلاً واضحاً بأن المشاركة جزء طبيعى من الحياة. وعندما تلعبين مع طفلط، شجعيه أن يدعك تلمسين لعبه ثم اطرحى أسئلة عنها، وفى المقابل أعطيه شيئاً يخصك ليلعب به.

تبادل الأدوار

“إن مشاركة الآخرين فى اللعب سلوك طيب”.
فعندما يبلغ الطفل الخامسة يمكنه أن يبدأ فى إدراك تلك الفكرة. ولكى تساعدى طفلك على تنمية مهاراته الاجتماعية ومنها المشاركة، رتبى لقاءات منتظمة مع أطفال آخرين ليلعب معهم.
 
أن كثيراً من الآباء يخطئون حين يخفون اللعبة التى يتشاجر الأطفال عليها حسماً للموقف، إن الخطأ فى ذلك أن صراخ الطفل قد يكون بمثابة رسالة يرسلها لك طفلك ليقول “تعالى ساعدينى. هذا الشخص يعتدى على لعبى، خبئيها بسرعة”. وحين تخبئينها فعلاً، فإنك تدعمين لديه سلوك عدم المشاركة. فبدلاً من ذلك، عليك أن توضحى له أن كل واحد يمكن أن يلعب فى دوره، وأن تمدحى الطفل الذى ينتظر حتى يأتى دوره. فأنك بهذا تدعمين السلوك الصحيح وتتجاهلين السلوك الخاطىء. وبتشجيع طفلك على قبول فكرة اللعب بالدور، فإنك بذلك لا تعلمينه مفهوم المشاركة فقط بل والصبر أيضاً حتى يأتى دوره.
 
يجب أن نجعل الأطفال يلعبون الألعاب التى تلعب على لوحات مثل “السلم والثعبان”، لأن لعبها يتم بالدور، مما يساعدهم على تعلم المشاركة. وعن طريق الإشادة بالطفل الذى ينتظر دوره بتعليقات مثل “أعلم أنه من الصعب عليك البقاء منتظراً دورك ولكنك تعلب بمهارة” ترسخين السلوك السليم لدى الطفل بدلاً من الانتظار حتى يتشاجر الأطفال ثم معاقبتهم.
 
وعندما يقوم الأطفال بالاشتراك فى لعبة أو يلعبون لعبة تستدعى تبادل الأدوار تجنبى أن تقولى عبارات كالآتية: ” هذا يكفى أعطى اللعبة لصديقك” فإن ذلك يصيب طفلك بالتشتت، وأنت بهذه الطريقة تعلميه التعجل، وهو ما يعرقل عملية التفكير عنده ويتسبب فى خفض القدرة على الانتباه لديه. فبدلاً من ذلك عليك أن تقولى مثلاً “كيف يسير الحال؟ هل تحتاج أى مساعدة؟”

لا تبالغى

أن زيادة التركيز على مفهوم المشاركة بشكل مبالغ فيه وإجبار أطفالك على التشارك فى كل شىء قد يبعثهم على الغضب ويخلق لديهم فكرة خاطئة عن الحدود الفاصلة بين حب التملك والخصوصية إذ قد يرون بسبب ذلك أن كل شىء ملكية مشتركة. ولهذا عليك أن تفهميهم أنه لا بأس من أن يكون لدى كل منهم بعض اللعب التى لا يشاركهم فى الاستمتاع بها أحد، وفى نفس الوقت ضعى جانباً صندوقاً للعب المشتركة مملوءاً باللعب يخرجه طفلك حين يأتيه ضيوف. وقبل كل شىء، أشيدى بسلوك طفلك بمدحه كلما شارك الآخرين فى لعبه. فإنك باستثمار الوقت والجهد والصبر فى تعليم أطفالك المشاركة سوف تفخرين يوماً ما برؤيتهم يكبرون ولديهم الإحساس بالاهتمام والمشاركة مع الآخرين. إن المهارات الاجتماعية تحتاج سنيناً عديدة لكى تنمو. لكنك تستطعين مع طفلك الآن.

 المشاركة فى اللعب الجديدة

بالطبع لا يوجد طفل يقبل بسهولة أن يشاركه أحد لعبته الجديدة. ولقد رأينا كلنا ماذا يحدث فى أعياد الميلاد حين يرغب كل الأطفال فى اللعب بالهدايا وما ينتج عن ذلك عادة من تحول المكان إلى كورال من صراخ الأطفال. إذا أردت أن يفتح طفلك الهدايا أثناء الحفلة، اسمحى للضيوف بالمشاركة عن طريق تقديم الهدايا بأنفسهم لطفلك ومساعدته فى فتحها، فأن ذلك يحفز متعة الأخذ والعطاء لديهم.
 
هناك طريقة جربتها والدة طفله للسيطرة على ما يحدث عادة من فوضى فتح الهدايا. اجلسى الأطفال فى دائرة واجلسى الطفل صاحب عيد الميلاد فى منتصفها. يقوم صاحب عيد الميلاد بفتح الهدية ورؤيتها ثم يقوم بإعطائها لأول طفل فى الدائرة ليراها ثم يمررها للطفل الذى يجلس بجواره، وهكذا حتى تعود الهدية لصاحبها سالمة. وعندما يتم فتح كل الهدايا واطلاع الأطفال عليها ضعى جميع الهدايا فى حقيبة أو صندوق كبير وحولى انتباه الأطفال لألعاب الحفل الجماعية. إن ذلك سيوضح لطفلك أن المشاركة ليست تلك التجربة الرهيبة التى كان يخشاها، وأن اللعب ستعود له فى النهاية.

Facebook Comments

عالم الأم و الطفل

تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى