كيف تعدين جسمك للحمل؟
من المهم أن تعتنى بجسمك عناية خاصة إذا كنت تخططين للحمل. فالجسم هو الآلة المدهشة التى سوف تعتنى بطفلك لتسعة أشهر. وتذكرى أنه بمجرد أن تخططى للحمل أن جميع الاحتياطات الصحية التى تنطبق على السيدة فى مراحل الحمل الأولى، سوف تنطبق عليك أيضاً حيث أنك عادة ما تكتشفين الحمل بعد مرور شهر واحد على الأقل من بدء حدوثه.
أن الأسابيع الأولى للحمل هى أكثر المراحل تأثراً بالأضرار التى قد يتعرض لها الجنين. عليك استشارة طبيب أمراض نساء قبل محاولة الحمل بثلاثة شهور على الأقل حتى تتأكدى من علاج أية مشاكل صحية وتتلقين نصائحه عن كيفية التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل وكذلك مناقشة كل ما تريدين من النقاط التالى ذكرها. إليك عشرة خطوات أساسية يجب أن تتخذيها قبل محاولة الحمل حتى تتأكدى أنك أنت وطفلك فى أحسن صحة.
حاولى أن تصلى إلى وزنك المثالى
من الأفضل الا تكونى ناقصة أو زائدة فى الوزن قبل الحمل. فكلاهما له آثاره السلبية على خصوبة المرأة ويمكن أن يسبب المشاكل أثناء وبعد الحمل. فالأمهات الناقصات فى الوزن عادة ما ينجبون أطفالاً ناقصى الوزن ويعانون من مشاكل صحية بعد الولادة. أما الزيادة فى الوزن، فتزيد من الضغط على المفاصل وحيث أن الحمل يتسبب فى ليونة أربطة المفاصل، فسوف تتعرض تلك المفاصل لضغط زائد. وإذا كان وزنك زائداً فأنت عرضة كذلك للإصابة بارتفاع ضغط الدم وسكر الحمل، وبما أن وزنك سيزيد أثناء الحمل، بالتالى سوف تزيد عدد الكيلو جرامات التى سيكون عليك فقدها بعد الولادة. عليك ألا تتبعى ريجيم أثناء الحمل أو حتى أثناء محاولة الحمل. ولذلك فالآن هو الوقت المناسب لأن تصلى لوزنك المثالى. وسواء كنت تريدين فقدان أو زيادة وزنك عليك اتباع نظاماً غذائياً معقولاً كالمذكور لاحقاً.
اتبعى نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً
سوف يمد نظامك الغذائى جنينك بمتطلباته الغذائية الأساسية وبما أن أعضاء جسم الجنين سوف تتكون قبل اكتشافك للحمل، فمن المهم أن تتناولى الأطعمة المفيدة بمجرد التفكير فى الإنجاب. أكثرى من الفواكه والخضروات الطازجة فى نظامك الغذائى، وكذلك البروتين من اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، والدجاج، والسمك، والكربوهيدرات من الخبز “البلدى” والأرز، وكذلك الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل اللبن والزبادى والجبن. قللى من تناول الأملاح والسكريات الزائدة وكذلك قللى من كميات الدهون المشبعة فى طعامك (وهى أسباب كافية لتجنب المأكولات الجاهزة والسريعة والإضافات الأخرى والدهون). وأثبتت الأبحاث أن تناول نسب مرتفعة من الدهون قبل الحمل يمكن أن يسبب الغثيان الشديد والقىء أثناء مراحل الحمل المبكرة والتى يمكن بدورها أن تؤدى إلى الجفاف. لذلك استخدمى اللحم المفروم الخالى من الدهون وانزعى الدهون من اللحم الأحمر والدجاج. كذلك استبدلى قلى الطعام بالشواء أو الطهى فى الفرن واستخدمى كميات أقل من الزبد والسمن، والبديل الصحى لهما هو الزيت النباتى.
وأخيراً عليك الاهتمام بنظافة الأكل وتجهيزه. اغسلى الفواكه والخضروات بعناية واشربى دائماً اللبن المبستر لأن منتجات الألبان الغير مبسترة قد تحمل نوع من البكتريا الضارة التى تؤدى إلى سقوط الحمل أو ولادة جنين ميت أو إصابة المولود الجديد بالأمراض. لا تأكلى الجبن “الركفور” لأنه قد يحمل نفس نوع البكتريا. كذلك تجنبى اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً (بما فى ذلك البسطرمة) وأيضاً اللحوم المجمدة لمدة طويلة. كل هذه الأطعمة يمكن أن تسبب حالة خطيرة أثناء الحمل “toxoplasmosis”
(يمكن انتقال عدوى هذا المرض عن طريق التعامل مع فضلات القطط. فعليك تجنبها أيضاً.)
أسالى طبيبك عن حمض الفوليك
من المهم أن تحصلى على احتياجاتك من حمض الفوليك وهو فيتامين يقلل من خطورة إنجاب طفل به عيوب فى المخ والعمود الفقرى. يحتاج طفلك إلى حمض الفوليك خلال أول 12 أسبوع من الحمل لأن الجهاز العصبى يتكون فى هذه الفترة. ولذلك من الأفضل أن تبدئى تناول حمض الفوليك قبل الحمل حتى يكون لدى جسمك مخزوناً منه. وينصح الكثير من الأطباء بالبدء فى تناول حمض الفوليك لمدة ثلاثة أشهر قبل وبعد الحمل. تأكدى من تناولك الأطعمة الغنية بحمض الفوليك مثل عصير البرتقال والخضروات الورقية مثل السبانخ والملوخية والبقول مثل الفول والعدس.
إذا كنت تتبعين نظاماً غذائياً صحياً، فلن تحتاجى إلى فيتامينات إضافية. ولكن إذا كنت فى حاجة إليها، اسألى طبيبك ليصف لك الفيتامينات المناسبة للسيدات أثناء الحمل وقبله حيث أن تناول كميات كبيرة من فيتامين (أ) قد يسبب بعض الآثار الغير طبيعية للجنين. فكميات فيتامين (أ) الموجودة فى نظامك الغذائى العادى لا تمثل خطورة ولكن تجنبى الكبدة لأنها غنية به.
مارسى الرياضة بانتظام واعتدال
ينصحك الخبراء بممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً لمدة 20 دقيقة على الأقل فى كل مرة. وللتمرينات الرياضية فوائد عديدة فإنها تحافظ على وزنك وتخفض من ضغط الدم وتفيد القلب وتزيد من قوتك وتقلل من الإجهاد. أما إذا كنت تمارسين الرياضة بالفعل، فعادة ما يمكنك الاستمرار فى برنامجك الرياضى المعتاد ولكن من الأفضل أن تستشيرى طبيبك أولاً. وإذا كنت لا تمارسين الرياضة بشكل منتظم وتريدين البدء الآن، اختارى التمرينات المعتدلة كالمشى والسباحة. تجنبى الرياضات السريعة مثل الجرى أو تمرينات الإيروبكس (التى يمكن أن تكون ضارة أثناء الحمل) خشية أن يكون الحمل قد حدث بالفعل. أما عندما يحدث الحمل، عليك أن تسألى طبيبك عن أنسب أنواع الرياضات التى يمكن ممارستها.
قومى بعمل بعض الفحوصات الطبية الأساسية
إذا كنت مصابة بالسكر أو هناك تاريخ عائلى للإصابة به، عليك أن تراقبى نسبة السكر فى الدم لمدة ثلاثة شهور قبل محاولة الحمل. حيث أن مرضى السكر معرضون لتلف العين والكلى ومن الممكن أن يزيد الحمل من هذه الاحتمالات ولذا فأنه من الضرورى التأكد من استقرار الحالة قبل محاولة الحمل. وتقلل الخطورة بالنسبة للأم والطفل عندما تتم مراقبة نسبة السكر فى الدم جيداً.
أما إذا كنت تشكين فى إصابتك بالأنيميا، اطلبى من طبيبك أن يتأكد من نسبة الهيموجلوبين فى الدم واستشيريه بشأن أخذ كميات إضافية من الحديد. كما سوف تؤكد تحاليل الدم خلوك أنت وزوجك من أية أمراض تناسلية قد تؤذى الجنين.
لا تدخنى
أثبتت الأبحاث أن التدخين يؤثر على عملية التبويض عند السيدات وعلى عملية إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال ولذلك يمكنك أن تواجهى صعوبة فى الحمل إذا كنت تدخنين أنت وزوجك. ويزيد التدخين من احتمالات سقوط الحمل والولادة المبكرة وإنجاب طفل ناقص الوزن (بسبب انخفاض تدفق الدم من المشيمة إلى الجنين). لذا يجب على أى سيدة تحاول الإنجاب أن تقلع عن التدخين. والتدخين غير المباشر (أى استنشاق دخان السجائر) أيضاً ضار بك وبطفلك ولذلك يجب على الأب هو الآخر أن يقلع عن التدخين أو على الأقل أن يتجنب التدخين بجوارك.
قللى من تناول الكافين وتجنبى الكحليات
بالنسبة للكافين فلا يزال تأثيره على الجنين محل بحث ونقاش ولكن يتفق أغلب الأطباء على أن تناوله باعتدال لن يضر. وللاحتياط لا تتناولى أكثر من فنجان واحد من الشاى أو القهوة يومياً أو امتنعى عن تناول الكافين تماماً. وتذكرى أن مشروبات الكولا والشكولاتة تحتوى أيضاُ على الكافين، فيجب كذلك الحد منهما.
إن الكحول الموجود بالدم يتدفق إلى الجنين عن طريق المشيمة، حيث يمنع وصول الأكسجين بشكل كاف من أجل النمو السليم للمخ وباقى الأعضاء. وفى حالة إدمان الأم أو كثرة تناولها للكحليات يمكن ظان يصاب الجنين ببعض التشوهات العقلية والجسدية.
تعاملى مع الأدوية والأشعة والكيماويات بحذر
إذا كنت تتناولين الأدوية –سواء كانت بإرشاد طبيب أم لا – فعليك باستشارة طبيبك أولاً. يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر على عملية التبويض ويمكن للبعض الآخر أن يكون ضار على الجنين أثناء المراحل الأولى من الحمل. ومن الأدوية الضارة على الجنين هى مضادات الحساسية وطاردات البلغم ومضادات الاحتقان لنزلات البرد. وعليك أيضاً أن تمتنعى عن إجراء الإشاعات (أو التواجد فى نفس الغرفة حيث تجرى الإشاعة لشخص آخر)، وذلك لأنها تزيد من احتمالات حدوث عيوب خلقية فى الجنين. ولنفس السبب عليك أن تتجنبى المواد الكيماوية وـن تأخذى حذرك فى التعامل مع الدهانات والورنيش وسوائل التنظيف الجاف.
تأكدى من أنك أخذت جميع التطعيمات فى موعدها
يجب على السيدات اللاتى تخططن للحمل أن يتأكدن من مناعتهن ضد الحصبة الألمانية، الغدة النكافية والالتهاب الكبدى (فيرس ب). وتعد الحصبة الألمانية من أخطر الأمراض لأنها يمكن أن تسبب الصمم وفقدان البصر وأمراض القلب للطفل وخاصة إذا أصيبت به الحامل خلال المراحل الأولى من الحمل. وحتى إذا كنت قد أخذت تطعيم ضد الحصبة الألمانية فى الماضى، فذلك لا يضمن أن مناعتك ضدها لا تزال قائمة. إذا حدث الحمل واكتشفت أن ليس لديك مناعة ضدها، لن يمكنك أخذ اللقاح الحى ولكن يمكنك أخذ “علويلين مناعى” لتقوية مقاومتك فى حالة حدوث اتصال مباشر لك مع هذا المرض. ومن الأفضل أن تتأكدى من مناعتك قبل حدوث الحمل ثم خذى المصل فى أول دورتك الشهرية واستخدمى وسائل منع الحمل لمدة ثلاثة أشهر لضمان عدم حدوث حمل أثناء اللقاح فى الدم. قبل محاولة الحمل يمكنك أن تجرى تحليل دم لتتأكدى من فعالية اللقاح وخروجه من الدم.
راجعى تاريخ الأمراض الوراثية لعائلتك
يجب عليك أنت وزوجك ـن تدرسا تاريخ عائلتكما بالنسبة للعيوب الخلقية والأمراض الوراثية (حوالى 14% من المصريين متأثرين بالأمراض الوراثية) وتعتبر ال “ثلاسيمية” – وهى حالة حادة من الأنيميا – من الأمراض الوراثية الكامنة المنتشرة فى مصر. ومن الأمراض الوراثية الأخرى الأورام الليفية والنزف الدموى. إذا كان لدى عائلتك تاريخ فى الإصابة بأحد هذه الأمراض أو أمراض أخرى، أو إذا سبق لك سقوط الحمل أو إنجاب طفل يعانى من مشاكل صحية، ناقشى كل ما قد يقلقك مع طبيبك قبل محاولة الحمل.
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.