تغذية طفلكصحة ونمو طفلك

كيف تسيطرين على بدانة طفلك؟!

 

JUNK-FOOD

كيف تسيطرين على بدانة طفلك؟!

مع ظهور مزيد من الأدلة على خطورة السمنة، أصبحت دهون الجسم موضع إهتمام كبير. وعندما ننظر إلى أنفسنا وإلى أجسامنا، علينا أن نتذكر أنه يجب علينا الإهتمام بأطفالنا أيضاً… وكان المعتقد السائد عند الأمهات بأنه كلما زاد حجم الطفل كلما كان ذلك أفضل!! وكلما أكل الطفل أكثر أصبحوا فى منتهى السعادة! ولكن فى السنوات الأخيرة بدأ عدد من الأمهات ينظرن إلى أطفالهن ذوى الوزن الزائد على أنهم دخلوا مرحلة خطرة جداً، وبالنسبة للعديد من الآباء والأمهات أصبحت حقيقة أن إبنهم بدين مشكلة حقيقية أكثر من كونها أمر يدعو للفخر والمباهاة.

وهناك عوامل عديدة فى حياتنا العصرية تلعب دوراً هاماً يساعد على زيادة الوزن عند الأطفال، ومن هذه العوامل السلبية الإعتماد على الوجبات السريعة. وبإفتتاح عدد كبير من سلاسل مطاعم الوجبات السريعة فى مصر يصبح هناك ياستمرار مكان يمكن أن نذهب إليه. وتشكل فروع هذه المطاعم الموجودة فى أماكن تجمع الطفال كالأندية والمدارس إغراء مستمراً.

كما أن تخفيضات الأسعار ولعب الأطفال التى يقدمونها تكون مغرية جداً وتشجع الأطفال على المواظبة على زيارة هذه المطاعم. نتيجة للتسويق الجذاب وسهولة الوصول إلى هذه الأماكن، بالإضافة إلى إزدياد عدد الأمهات العاملات، أصبحت عادة التجمع حول مائدة الطعام شيئاً نادر الحدوث وتكون النتيجة تزايد الإعتماد على الوجبات السريعة. وبدلاً من الوجبات المنزلية المطهوة بعناية، نجد أن معظم الأباء يعطون أطفالهم الساندويتشات أو البسكويت كوجبة سريعة، وهذه الوجبة السريعة تكون مليئة بالنشويات وتفتقد العناصر الغذائية الأساسية والفيتامينات والأملاح.

كما أن نمط الحياة المعتمد على كثرة الجلوس يساهم فى ظهور مشكلة السمنة. فمثلاً يستهلك الواجب المنزلى قدراً كبيراً من وقت الأطفال لمدة تسعة أشهر سنوياً. وخلال هذه الأشهر يمنع الكثير من الأطفال من ممارسة أى تمارين رياضية أو أداء أى نشاط، كما يقضى عدد كبير من الأطفال ساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو التليفزيون. فزيادة الأكل مع قلة الحركة يعتبران من أكثر الأشياء التى تساعد على إضعاف الصحة وتكوين الأجسام الممتلئة.

ترى ما هى أسباب المشكلة؟

ويقول الدكتور علاء عباس أخصائى جراحة عامة فى جامعة عين شمس: “إن السمنة عند الأطفال قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية. وإذا كان كل من الأم والأب يعانون من السمنة، فسيكون هناك إحتمال بنسبة ٨٠% من إصابة الطفل بالسمنة وتكون نسبة إصابته ٤٠% إذا كان أحد الأبوين مصابين بها ، مع وجود إحتمال إصابته بنسبة أقل من ١٠% إذا لم يكن أحد الأبوين مصاب بها. وكثيراً ما نجد الأشخاص الذين تبدأ السمنة عندهم منذ الصغر أكثر عرضة لما يسمى بالبدانة المفرطة والتى تعنى أنه يوجد لديهم زيادة فى عدد خلاياهم الدهنية ويصبح من الصعب عليهم جداً بعد ذلك إنقاص وزنهم، وبالتالى فمن المهم جداً منع بدانة الأطفال بكل السبل الممكنة”. ويضيف الدكتور علاء قائلاً: “فى عدد قليل من الحالات تعتبر السمنة عرضاً من أعراض أمراض الغدد الصماء والتى تؤدى إلى خلل فى عمل الغدة الدرقية أو زيادة إفراز الغدة الكظرية المجاورة للكلية كما يمكن أن يؤدى مرض السكر عند الأطفال إلى البدانة”.

وللبدانة سواء عند الكبار أو الأطفال أعراض جانبية سلبية خطيرة، فالأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

صورة خاطئة

إلى جانب المشاكل الصحية الجسمانية، قد تكون للبدانة أسباب نفسية، فالمدرسون والأصدقاء على حد سواء يعتقدون أن الطفل البدين طفل كسول. ويقول د. محمود عبد الناصر أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس: “هناك تحيز ضد البدناء بشكل عام… فينظر الناس إليهم على أنهم اشخاص لا يستطيعون أداء أى شئ بإتقان بسبب بدانتهم وكذلك يكون الحال مع الطفل البدين، بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام تصورهم بأنهم أشخاص مضحكين وغير جادين”. وتشكو أحدى الأمهات من أن إبنتها البدينة تعانى من الإضطهاد فى المدرسة. وأم أخرى لإبنة تبلغ من العمر ثمان سنوات وتعانى أيضاً من السمنة، تقول: “ليس من العدل أن تكون إبنتي آخر من يتم إختيارها فى جلسات النشاط الرياضى فى النادى.. فمن الواضح جداً أنها بدينة… لكن ماذا أفعل حيال ذلك؟! فهى غير مقتنعة بإنقاص وزنها! وسعيدة هكذا!” فيجب أن نهتم بالصحة العامة للطفل وليس وزنه. يعلق د. محمود عبد الناصر قائلاً: “عندما نقوم كأباء بمعاملة أبنائنا على أنهم بدينين ونحثهم على فقدان وزنهم فإننا بذلك نجعلهم يفقدون الثقة بأنفسهم، لذا يجب علينا الحرص عند تعاملنا مع أطفالنا حيال هذا الموضوع. كما يجب علينا أيضاً أن نضع فى الإعتبار ألا نعاملهم معاملة ترجع إلى نظرة المجتمع للبدناء. ففى وقت من الأوقات كان الناس يعتقدون أن البدانة شكل من أشكال الجمال، أما الآن تقوم المجتمعات بمحاربة البدانة. وأصبح الأشخاص الذين يتمتعون بالرشاقة من أكثر الناس مثالية”. ويقول أيضاً د. محمود عبد الناصر: “إننا للأسف الشديد نفرض نظرة المجتمع على أنفسنا وعلى أبنائنا، وعموماً نجد أن الأطفال البدناء يمكن أن يكونوا فى صحة جيدة ولكن نظرة المجتمع إليهم هى التى تزعجنا كثيراً”.

 

Facebook Comments

عالم الأم و الطفل

تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى