قيم وعلاقات أسرية

كلنا إنسان

 
كلنا إنسان

معظمكم يعرف الممثلة الأمريكية الشهيرة “جوليا روبرتس”. كنت دائماً أشعر نحوها بالإعجاب والاحترام كممثلة، ولكن مؤخراً زاد احترامى لها ولكن كإنسانة بعد أن سمعت حوار معها فى التليفزيون حيث قالت جملة لفتت انتباهى. فعندما سئلت عن رأيها فى شهرتها قالت: “أنا إنسانة عادية أعمل فى مهنة غير عادية.” وفكرت وقتها كم جميل أن تشعر هذه السيدة التى يعشقها الملايين فى جميع أنحاء العالم بأنها إنسانة عادية مثلها مثل غيرها. والحقيقة هى أننا كلنا أشخاص عاديين، وإن كان لأى سبب ينظر إلينا الآخرون على أننا أشخاص غير عاديين فيجب أن يرجع ذلك للأسلوب الغير عادى الذى نعامل به الآخرين، اهتمامنا الغير عادى بهم، عطائنا لهم، تسامحنا وتعاطفنا معهم.. وليس بسبب وظائفنا، ملامحنا، شهرتنا، أو ثرائنا. لقد خلقنا الله جميعاً متساويين وكل منا يستحق الاحترام من الآخرين بدءاً من أعلى المناصب حتى جامع القمامة الذى أود أن أتحدث عنه قليلاً. إن هذا الرجل له آماله وأمنياته، فهو إنسان يحس، يفكر، يحب، ويتألم مثلنا جميعاً، فيجب أن تكون معاملتنا له نابعة من إدراكنا لهذه الحقيقة. أعتقد أننا ننسى ذلك أحياناً ونعامل الناس على أن خدمتهم لنا يجب أن تكون هدفهم الوحيد فى الحياة وكأن حياتهم هم ليست ذات أهمية بالمقارنة بحياتنا نحن. ولا تنسوا أيضاً أن هذا الرجل بعمله يقدم لنا خدمة عظيمة، فهو يقوم بعمل لو لم يقم هو به لاضطر غيره للقيام به.

لم أشعر بتلك المساواة كما شعرت بها فى المسجد النبوى فى المدينة عندما كنت أجلس وسط الجموع الهائلة من البشر من كل الجنسيات والفئات والأعمار والأشكال والألوان. كنا نجلس جميعاً تحت سقف واحد حيث لا يوجد فرق بين إنسان وآخر لا من حيث المستوى التعليمى ولا من حيث فخامة السيارة التى يركبها. فى أماكن العبادة ندرك أن ما يهم حقيقة هو القيم، الفضيلة، وعمل الخير. ما يهم هو كيف نستخدم ما وهبنا الله إياه لكى ننتفع وننفع غيرنا.

بالرغم من خوفى أن أبدو وكأننى أعطى درساً، إلا أننى أريد أن أشرككم معى فيما تبقى من أفكارى (تذكروا أننى إنسانة عادية ولا أحاول أن أبدو وكأننى أعرف كل شئ). إليكم ما أؤمن به: أنا أؤمن بالتواضع، وأؤمن بضرورة معاملة الآخرين بالاحترام الذى يستحقونه، كما أؤمن بعدم السعى باستمرار لكسب إعجاب الآخرين وسماع مدحهم. فى رأيى أنك إذا كنت تتمتع بالصفات الجميلة فأنت لا تنتظر سماع ذلك من الآخرين أما إذا كنت تريد باستمرار سماع المدح من الآخرين فأنت لازلت تحتاج لمراجعة نفسك. وأخيراً، يجب أن تكون نظرتنا للآخرين نظرة مساواة كما يجب أن نتوقع أن ينظر لنا الآخرون بنفس هذه النظرة وليس أكثر.

كما نشر فى “كلمة رئيسة تحرير”: عدد يوليو/أغسطس ٢٠٠٣ من مجلة عالم الأم والطفل

Facebook Comments

رانية بدر الدين

رانيا بدرالدين هي مستشارة السعادة ، رائدة أعمال اجتماعية محنكة ومتحدثة تحفيزية ومتحمسة لمساعدة الناس على العيش بسعادة أكبر الأرواح. وهي أيضًا المؤسس والرئيس التنفيذي لـ The Family Hub ، المؤسسة الاجتماعية التي تقف وراء الأم & amp؛ Child وشبكة خبراء الأسرة ، وهي ذراع استشارية فنية. رانيا ممارس ماجستير في البرمجة اللغوية العصبية والتنويم المغناطيسي ، وممارس للعلاج بخط الزمن ، ومعلم معتمد للآباء والأمهات ، وأم فخورة بثلاثة أطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى