ظهور التجاعيد ما بين الحقائق والأوهام
ظهور التجاعيد ما بين الحقائق والأوهام
إنها من حقائق الحياة المؤسفة، فعندما نتقدم في العمر، تبدأ المزيد من التجاعيد في الظهور على وجهنا. ومع وفرة منتجات العناية بالبشرة التي تهدف إلى “علاج” أو “منع” أو حتى “عكس” هذه الظاهرة الطبيعية، من المهم أن تتعرفي على بعض الحقائق الخاصة بها وما يمكنك أن تفعليه لمواجهة التجاعيد.
الجلد هو أكبر أعضاء الجسم مساحة وأكثرها ظهوراً. ومع التقدم في السن، يصبح الجلد أكثر جفافاً وبطيئاً في علاجه كما تظهر المزيد من التجاعيد. وهذه التغيرات طبيعية ولا يمكن تجنبها وغير ضارة، إلا أن ظهور التجاعيد، وخاصة على الوجه، هو أمر غير مستحب من الناحية الجمالية بالنسبة لكثير من النساء.
كيف يشيخ الجلد؟
هناك أكثر من ٥٠ عامل يؤثر على تقدم عمر الجلد، لذا فأنه من الصعب وصف هذه العملية المعقدة. وتعتبر العلامات الظاهرية للتقدم في العمر على سطح الجلد مثل التجاعيد والخطوط وفقدان اللون الطبيعي للبشرة والملمس الأكثر خشونة للجلد، ما هي إلا جانب واحد لمجموعة أحداث متعددة المستويات. فعلى المستوى الداخلى، تبدأ عمليات كثيرة في الحدوث في آن واحد. فمع التقدم في السن، يفقد الجلد مرونته بسبب ضعف “الكولاجين” و “الإلستين”، وهي الأنسجة التي تحافظ علي نعومة الجلد، والتى تضعف مع مرور الزمن وكثرة التعرض لأشعة الشمس. والنتيجة هي طبقة جلد رقيقة وشفافة، تفقد دهونها الداخلية بسهولة وتبدو أقل نضارة ونعومة. وتستنفذ بعض المكونات الأخرى للجلد مع مرور الزمن. فمثلاً، يفقد الجلد مع التقدم في السن بعض العناصر المرطبة والمقوية التي توجد داخل الخلايا، مما يسبب جفاف الجلد. وأخيراً فإن الجينات الوراثية تلعب دوراً هاماً في تحديد العمر الداخلى للجلد، وذلك لأن الأكواد الجينية لخلايا الجلد، تتوقف عن العمل والتكاثر بنفس معدلات نشاطها في سن أصغر. ويصبح شكل الخلايا غير طبيعياً مما يغير من ملمس الجلد ويمنع الخلايا من إختزان المياه، فيتسبب في جفاف الجلد.
وتفقد عضلات الوجه قوتها مع مرور الزمن وتبدأ في التراخي مسببة ما يعرف بأسم “خطوط الضحك” (حتى عندما لا تضحكين) و “خطوط العبوس بين الحاجبين وعبر الجبهة (حتى عندما لا تكونين عابسة) وبالأضافة إلى ذلك، يستمر الجلد في النمو مع التقدم في السن، بالرغم من قلة عظام الوجه والخلايا اللادهنية في الطبقات السفلى للجلد. ويفسر ذلك ظاهرة ترهل الجلد، فهناك الكثير من الجلد دون وجود عظام ودهون كافية لشده. وبالإضافى إلى تلك التغيرات الداخلية، تؤثر العوامل الخارجية أيضاً على مظهر الجلد. فعوامل الجاذبية الأرضية لها تأثير فعال حيث تعمل مع الوقت على جذب الجلد لأسفل، مسببة ارتخاؤه وذبوله. كما يؤدى التعرض لأشعة الشمس إلى ظهور خطوط دقيقة على الوجه وخشونة الجلد وظهور البقع البنية على الوجه. والهدف مما سبق هو التأكد على أنه بالرغم من أن التقدم في السن ظاهرة طبيعية لا يمكن تجنبها أو إسترجاع الشباب، إلا أنه يمكن إبطاء ظهور التجاعيد باتباع الإرشادات التالية.
معتقدات خاطئة شائعة
هناك علاقة بين البشرة الجافة والتجاعيد.
من الخطأ الاعتقاد بأن هناك علاقة بين البشرة الجافة وظهور التجاعيد. وقد تبدو البشرة الجافة أكثر تجعيداً ولكن هذا لا يعنى دوام تلك التجاعيد. لذلك لا تقلقي إذا كانت بشرتك جافة، فلن تفقدى الشباب مبكراً!! فقط عليك أن ترطبي بشرتك بشكل مكثف.
تساعد تمرينات الوجه على إخفاء خطوط الضحك والعبوس.
بينما تتسبب الإصابات الناتجة عن التعرض للشمس في ظهور شبكة دقيقة من التجاعيد على الوجه، يتسبب إستخدام عضلات معينة في الوجه بشكل زائد في ظهور خطوط الضحك العميقة وخطوط بين الحاجبين وكذلك خطوط على الحاجبين. يفقد الجلد مرونته وترتخي عضلات الوجه بسبب تعبيرات الوجه الزائدة وكذلك عوامل الجاذبية الأرضية. إلا أن تمرينات الوجه لن تعيد عضلاته إلى مكانها ولكنها على العكس من ذلك، سوف تزيد من شد الوجه وإرهاقه بفرض حركات غير طبيعية على البشرة.
يمكن لبعض منتجات العناية بالبشرة أن تعيد شبابها.
تزعم شركات التجميل أن إستخدام كريمات إزالة التجاعيد االغالية الثمن والمصنوعة من مواد معينة “كالكولاجين” بمكنها أن تمنع أثار التقدم في السن. ومع ذلك يجب الإشارة إلى أنه بالرغم من إمكانية استخدام بعض هذه المنتجات كمرطبات للبشرة، إلا أنه لا يوجد شئ يدهن على سطح الجلد يمكنه أن يحل محل البناء الداخلى للبشرة. وللأسف كثيراً ما تستخدم بعض شركات التجميل عبارات مثل “تعوض ما فقدته البشرة” فيعتقد المستهلك أن مكونات هذه المنتجات يمكنها أن تؤثر على البناء الداخلى للبشرة والحقيقة أن هذا غير صحيح.
المواد الطبيعية أفيد لصحتك.
من غير الصحيح أن نعتقد أن كل نبات ينمو يحمل بداخله معجزة للبشرة! فيمكن أن تتسبب بعض المواد الطبيعية في حساسية الجلد أو بعض الالتهابات. ولذلك يجب أن تكوني حذرة عند شراء أي منتج طبيعى واحرصى على مراقبة كيف تستجيب بشرتك للمنتجات المختلفة.
اقرأ أيضا: ٧ نصائح لحماية البشرة من التجاعيد وعلامات تقدم السن
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.