حقيقة الحب والزواج

حقيقة الحب والزواج
لكى تكون علاقتك بزوجك على أفضل ما يكون، يجب أن تتفهمى معنى الحب.
يحتاج الناس إلى فهم ما هو الحب قبل الدخول فى العلاقة الزوجية. إن الحب والزواج علاقتنا متداخلتان ودائماً يتم التفكير فيهما معاً. سوف نوضح ما هو الحب، ما لا يستطيع الحب تحقيقه، وكيف ينمو الحب من خلال العلاقة الزوجية.

الحب اختيار
هناك بعض الناس ينظرون إلى الزواج على أن لكل شخص شخصاً واحداً فقط هو الذى يناسبه، ويجب أن يبقى منتظراً ذلك الشخص حتى يجده. هذه نظرة خيالية للحب والزواج. حقيقة أن كل إنسان يمكن أن يشعر بالسعادة مع أشخاص معينين أكثر من غيرهم، لكن يرجع ذلك إلى طبيعة شخصية كل منا،أن الناس غالباً ما يجدون بعضهم البعض بسبب اختياراتهم ومن خلال قدرتهم على التأقلم مع بعضهم البعض فى علاقة واحدة أكثر من أى سبب آخر.

الحب هو عملية تدريجية
يؤمن كثيرمن الناس بالحب من أول نظرة، أى أن الإنسان يقع فى الحب بشكل كلى وفجائى عندما يقابل الشخص الذى يناسبه. لكن الحب عملية تدريجية وليس فعلا ثابتاً. بمعنى أننا ننمو فى الحب لا نقع فى الحب، فالحب عادة ما ينمو ببطء لكن بثقة. الحب الناضج يبدأ عندما يبدأ كل طرف فى التعرف على الطرف الآخر، ويستمر الحب خلال فترة الخطوبة، ويتوج بعد ذلك بالزواج.

الحب الدائم يحتاج إلى أساس قوى
الحب عبارة عن مثلث مكون من ثلاث زوايا متساوية من حيث الأهمية، فى الزاوية العليا توجد العاطفة، والزاويتين الأخيرتين فى قاعدة المثلث هما التقارب والالتزام. العاطفة هى المشاعر الجياشة التى يتبادلها الطرفان. التقارب هو الاشتراك فى كل من التجارب، العادات، والخواص بين كل من الطرفين. أما الالتزام فهو الاشتراك فى كل من الرؤية، المسئولية، الأهداف، والنتائج التى يسعى لتحقيقها وينشدها كل من الطرفين من خلال العلاقة الزوجية.
بعد مرور بعض من الوقت على العلاقة الزوجية، غالباً ما تبدأ العاطفة فى التقلص، فإذا لم يكن التقارب والالتزام موجودين منذ البداية فسيبدأ التوتر فى الزحف على العلاقة الزوجية. الحب الناضج فى وجود التقارب والالتزام باعتبارهما قاعدة الارتكاز هو نوعية الحب اللازم لإنجاح العلاقة الزوجية.

تتساوى أهمية القلب والعقل فى العلاقة الزوجية
لكى تستمر العلاقة الزوجية لابد وأن تتضمن مقومات أخرى أكثر من مقومات الشكل وولع الرومانسية، فيجب أن نستخدم العقل والقلب معا عند اختيار شريك العمر. فإن الحب الناضج هو اختيار ذكى أكثر منه سعى وراء شىءغامض، أو إشارات معينة. لكن هذا لا يعنى أننا يجب أن ننسى مسألة القلب ككل. إن الزواج بدون المشاعر والدفء العاطفى يكون معرضاً لخطورة أن يصبح كئيباً، مملاً، وغير محتمل، فالزواج هو علاقة تقوم على المشاعر والتقدير المتبادل.
نحن ننجذب إلى أشخاص معينين من الجنس الآخر لإعجابنا بهم واحترامنا لهم، وننجذب إلى البعض الآخر بدافع الحب والعاطفة. الزواج الصحى هو الذى يقوم على العقل والقلب معاً وبنفس الدرجة، لأن أياً منهما وحده لا يكفى. إن الحب الحقيقى الناضج الذى يكون لديه فرصة النمو والاستمرار، هو ذلك النوع من الحب الذى يجمل ويلطف فيه العقل بالمشاعر، وتقوى المشاعر وتراقب بالعقل.
التكافؤ يساعد على استمرار الحب
البعض يقول أنه عندما يكون طرف العلاقة طباعهما عكسية، ف:غن ذلك يجذبهما أكثر إلى بعضهما البعض، لكن فى الواقع، إن الواجب السعيد غالبا ما يقوم على التشابه بين الطرفين. أن العلاقات الزوجية تون أكثر نجاحا :غذا كان الطرفان متشابهين من حيث النضج، الاهتمامات والقيم، مستوى التعليم، المستوى الاجتماعى والاقتصادى، البيئة الثقافية مثل الجنسية والدين، والمواصفات الشخصية مثل .الطباع والسن
عندما يشابه الطرفان، غالبا ما تكون الأمور التى تحتاج منهما إلى توأؤم وتأقلم أقل، فى حين أن الاختلاف الكبير بينهما غالبا ما يؤدى إلى زيادة التوتر، ويتطلب جهداً أكبر من أجل تحقيق التكيف بينهما. إن الرجل والمرأة مختلفان أساساً بحكم الطبيعة، على ذلك يكون التكيف أسهل بين الطرفين لو كانا متشابهين.
أن التفكير فى أن التضاد بين أطراف العلاقة الزوجية يكسبها سحراً وإثارة هو فى الواقع تفكير خاطىء. قبل أن يمر وقت طويل ستظهر الاختلافات، وما كان يبدو مثيراً من قبل سيكون مصدراً للتوتر فى العلاقة فيما بعد. أن العلاقة الزوجية غالبا مل تزيد فرصة نجاحها إذا لم يكن الطرفان متشابهين فى نفس نقاط الضعف، مثل العصبية. فى هذه الحالة يساعد على نجاح الزواج أن تكون الشخصيتان مكملتين لبعضهما البعض.

الحب ليس كل ما يهم
أحيانا يؤمن الناس بأن الحب هو كل ما يهم، وأنه إذا ما كان الرجل أو المرأة يحبان بجنون، يجب أن يكون كل طرف منهما على استعداد للتنازل عن أى شىء من أجل الطرف الآخر. فى هذه الحالة يعتقد الطرفان أنهما إذا تزوجا سيعيشان فى سعادة دائمة بغض النظر عن أى شىء آخر. لكن هناك أشياء أخرى أيضا هامة، تلك الأشياء التى يجب أن يقررها العقل والتى تعطى فرصة أكبر للحب أن ينضج ويستمر.
إن الحب يجب أن يتكيف مع الواقع، وأن يقوى ويدار بالعقل. كثير من المشاكل التى يعانى منها الرجل أو المرأة خلاف فترة الخطوبة وبعد الزواج تكون راجعة إلى ذلك الاعتقاد بأن الحب هو كل ما يهم.

الأحمر هو الأحمر
كم مرة سمعت عبارة “سيتغير بعد الزواج”، أن كثيرا من الناس يتوجهون وفى نيتهم تغيير طباع الطرف الآخر فيما بعد. لكن فى أغلب الأحيان تكون خصائص الشخصية طباعاً قد تبقى مدى الحياة ولا تتغير بين يوم وليلة. لهذا السبب فمن الأفضل أن تعرفى حقيقة شخصية الطرف الآخر قبل أن تقررى   الزواج أو عدم الزواج منه، وأن تحاولى التكيف بمجرد اتخاذك لقرار الزواج.

عالم الأم و الطفل

تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.