التربيةالسنوات الأولى

تفهم مزاج الطفل وكيفية التعامل معه

 

 

تفهم مزاج الطفل وكيفية التعامل معه

إن سألت أي أب أو أم سيروي لك أن مزايا الأبوة والأمومة لا تقدر بثمن، ومع ذلك، فالأبوة والأمومة واحدة من أصعب الوظائف على الإطلاق. قد يفيد فهم سلوك الطفل في جعل المواقف اليومية والتأديب مهمة أكثر سهولة، والخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي فهم مزاج الطفل.

مزاج الطفل ليس أمر من اختيار الطفل كما لم تتسببي أنت كأم فيه. كل طفل يولد وله أسلوبه الطبيعي في التفاعل مع الناس والبيئة المحيطة به. ويتضح هذا التفرد منذ الولادة؛ فبعض الأطفال يتسمون بالهدوء بينما يرتفع صوت غيرهم من الأطفال سعياً للفت الأنظار، كما يمكن كذلك أن يكون لكل طفل في نفس الأسرة مزاجاً مختلفاً. هذه الاختلافات المزاجية تعني أن كل طفل لديه احتياجات مختلفة، ولا يمكن للأب والأم  أن يتبعا سيناريو “مقاس واحد يناسب الجميع”. عادة ما تبقى الصفات المزاجية مع الطفل حتي يكبر، وهي أمر مختلف عن الشخصية. غير أنه يمكن لإدراك الأنماط السلوكية لطفلك التي تتأثر بمزاجه أن يساعدك على توقع ردود فعل طفلك في مواقف معينة، كما أنه يساعدك على تحديد أفضل طريقة للتعامل مع احتياجات طفلك.

 

أنواع الأمزجة وما يمكنك القيام به:

بوجه عام يوجد ثلاثة أنواع مختلفة من الأمزجة. يمكن أن نقسم معظم الأطفال بسهولة إلى واحدة من هذه الفئات، بينما يًعتبرالبعض الآخر مزيجاً من هذه الأنماط.

  • عادة ما يكون الأطفال السهلين أو المرنين سعداء، هادئين، قابلين للتكيف، يتمتعون بعادات أكل ونوم منتظم، مزاج إيجابي بوجه عام، كما يهتمون بخوض تجارب جديدة.

ما يمكنك فعله:

قد تحتاجين لإفراد وقت خاص للحديث عن مشاعر طفلك نظراً لأن طفلك قد لا يطالب بهذا بصورة  طبيعية بسبب سهولة أسلوبه. تأكدي من قضاء وقت كاف للعب مع طفلك والتحدث معه لأنه قد يكون هادئ بطبيعته، ولكنه مازال بحاجة لكل التجارب المبكرة الخاصة بالتفاعل الاجتماعي والتواصل التي تساعده على النمو.

  • الأطفال النشطون أو “الصعبون” غالباً ما يكونون نشطين، صاخبين، أكثر ميلاً لعدم الانتظام في التغذية وعادات النوم، وهم أكثر خوفاً من الأشخاص الجدد والمواقف الجديدة ويضايقهم الضوضاء والضجيج بسهولة.

ما يمكنك فعله:

إعطاء فرصة لطفلك النشط لتفريغ طاقته. إعطاء الخيارات (قصرها في الغالب على خيارين) للحد من الصراع. على سبيل المثال، يعطي خياراً لارتداء سترة زرقاء أو حمراء أثناء ارتداءه لملابسه. تأكدي من إعداد طفلك إذا كان الموقف بصدد التغير لتسهيل الانتقال، على سبيل المثال تعريفه أن وقت النوم قد اقترب وإعطائه الوقت للتحضير لذلك بدلاً من أن نتوقع منه أن يقوم على الفور بترك ألعابه ويذهب إلى الفراش. حاولي تكليف طفلك ببعض المهام للمساعدة على الانتقال من نشاط لآخر، مثل تنظيف أسنانه قبل الذهاب إلى السرير. تذكري أن تشرحي للطفل ما يحدث، مما يؤدي إلى جعل الأنشطة مثل تغيير الحفاض وارتداء الطفل لملابسه أسهل بكثير بمجرد أن يعرف طفلك ماذا يتوقع  وأن يفهم دوره.

  • الأطفال الذين يظهرون تباطؤ في الحركة أو حذر عادة ما يكونوا غير نشطين، ويميلون إلى الانسحاب أو الاستجابة سلبا للتجارب الجديدة. ومع ذلك، يصبحون أكثر إيجابية ببطء ويتعدّل سلوكهم من خلال التعرض للعالم الخارجي بشكل مستمر وإيجابي وداعم.

ما يمكنك فعله:

قد يحتاج طفلك إلى مزيد من الوقت للتكيف مع المواقف الجديدة والناس الجدد. تأكدي من إعطاء طفلك ما يكفي من الدعم والوقت ليشعر بالراحة بما يكفي لتشجيعه على الخروج للعالم الخارجي، كما يمكن أن يكون التعامل مع التغيير أمراً صعباً وبالتالي حاولي إعطاء طفلك تنبيه كاف قبل حدوث تغيير في الموقف: على سبيل المثال، عرفي طفلك أن موعد تناول العشاء اقترب وأن عليه أن يضع لعبه جانباً بعد قليل، مما سيتيح له الوقت الكاف لإعداد نفسه للانتقال إلى النشاط التالي. النظام اليومي مهم كذلك وهو أيضاً مصدر للراحة،  حيث يساعد الأطفال في الشعور بالسيطرة على البيئة المحيطة. تذكري ألا تجبري طفلك على شيء إن لم يكن مستعد، كما تعتبر الراحة والدعم طرق أكثر فعالية لمساعدته على الشعور بالأمان بما يكفي لاستكشاف المناطق المحيطة به.

 

الأبوة والأمومة مع الانتباه للمزاج

  • تجنبي مقارنة طفلك بغيره من الأطفال وتذكري أن الاستجابات الخاصة بك يمكن أن تساعد الطفل في تكييف مزاجه. يمكن أن يصبح الطفل الخجول أكثر راحة مع أحد الوالدين الداعمين.
  • عرفي الطفل بالحدود والقرارات بشكل واضح، حيث يسهم إشراك الأطفال في وضع القواعد في جعل الأنظمة اليومية وعمليات الانتقال أسهل، فضلا عن مساعدة طفلك على السيطرة على نفسه.
  • عليك أن تدركي مزاجك الخاص وتحاولي ضبط نفسك للانسجام مع طفلك. هذا لا يعني أن تغيري من طبيعتك، ولكن عليك أن تدركي أن طفلك يستمتع بالتعامل مع العالم بطريقة مختلفة.
  • يمكن لإيجاد أنشطة تفيد في ربط وفهم أفعال طفلك – التي تختلف جداً عن أفعالك – أن يكون أمراً مرهقاً، ولكن لا بأس بهذه المشاعر ومن المهم أن تناقشيها مع شريك حياتك.

عند التعامل مع مزاج الطفل تذكري أنه لا يوجد مزاج “صواب” أو “خطأ”. على الرغم من أن بعض الأمزجة قد تكون أسهل في التعامل معها عن غيرها، إلا أنها لا تزال واحدة من الصفات الفريدة لطفلك. من المهم أن يشعر طفلك بأنه محبوب كما هو. تذكري، الهدف ليس هو تغيير طفلك، لكن المساعدة في تنمية نقاط قوته الفريدة من نوعها والتعامل مع المواقف الصعبة.ِ

Facebook Comments

جيلان حيدر

جيلان حيدر هي أم مصرية تربوية تعيش حاليًا في هولندا. لديها ماجستير. في دراسات الطفل والأسرة من جامعة ليدن. وهي متخصصة في تقديم الدعم الأبوي لأولياء أمور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-5 سنوات من خلال موقعها على الويب EarlyYearsParenting .

زر الذهاب إلى الأعلى