تعريف التحرش الجنسي
تعريف التحرش الجنسي
بقلم: آيه شرقاوى
ما هو التحرش الجنسي؟
التحرش الجنسي هو “أى صيغة من الكلمات الغير مرحب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسى والتي تنتهك الجسد”. في معظم الأوقات يتم تبرير التحرش بعبارات محبطة مثل “لقد كانت تريد هذا”، أو “لقد استمتعت بهذا”، أو “لقد طلبت هذا”. هذه العبارات تتحدث بلسان المرأة وتفترض معرفة مشاعرها الداخلية وأفكارها، لكن هذه العبارات تقوم بمحو مشاعرها حول التجربة، بل وتقوم بمحو إرادتها من المعادلة.
إن إقصاء صوت المرأة من المجتمع له تداعيات خطيرة، خاصة عندما تكون هى ضحية هذا النوع من الصدمات ذات الأثر العميق. فبالتالى فإن التماشى مع هذا يجعل أفكار وأفعال المتعدى حول الضحية هي الصورة التي يراها المجتمع حول القضية. إن صمت المرأة يجعل المجتمع يصدق هذه الأكاذيب التي يرددها المجتمع نفسه، مما لا يجعل هناك فرصة لتصحيح هده العبارات الكاذبة في أنها كانت تريد هذا الشيء أو إنها استمتعت به.
حقيقةً، إن الجدل حول هذا المفهوم البسيط، يبرز أمور أخرى، تتمثل في الصراع بين المفاهيم المترسخة في المجتمع والمجتمع الأبوي، فهنا نسمع العبارات التالية ” ماذا كانت ترتدى” و” في أى ساعة من الليل” و”لماذا كانت في الشارع بمفردها”. لقد وجدت أن أكثر وسيلة فاعلية للتخلص من التمييز الجنسي هو استبدال الضمير المؤنث بالضمير المذكر، فمن الغريب أن نسأل الرجل ماذا كان يرتدي، أو في أي ساعة من الليل كان يخرج أو في أي طريق كان يمشي. من المقيد أن نفترض أن الرجل يجب أن يغير من أسلوب ملبسه أو الأماكن التي يذهب إليها حتى يصل بأمان إلى منزله. في مجتمعاتنا الشرقية، أو على الأقل في مصر فأن الرجل يمتلك العالم في قبضة يده.
إن المرأة التي تمشي بمفردها في الشارع في ساعة متأخرة من الليل هي امرأة سيئة السمعة، لكن الرجل عندما يقوم بالشيء نفسه، يظل رجل. ليس هناك تعبير لوصف الرجل، لأن في نظر المجتمع ما يقوم به هو أمر طبيعي، وليس هناك ضرورة لإلصاق أى وصمة به أو أعطاءه صفة سيئة.
من الأمور التي تتعلق بالتحرش الجنسى هي إصباغ صورة تكون فيها المرأة هي الطرف المتزلل الذي تتمحور حياته حول الأهتمام الذكوري بها. هذه الصورة تنتزع من المرأة كل المشاعر التي تمر بها بعد التعرض لهذا النوع من الصدمات، حيث أن الجدل في كون هذا الأهتمام “غير مرحب به” لا مكان له في المعادلة. لقد حفظنا عن ظهر قلب هذه المقولة الخاطئة ان “النساء خلقن حتى يراهم الرجال” وبالتالى “يجب أخذ التحرش على إنه مجاملة”.
أخيراً، يجب أن نعيد النظر في التعامل مع التحرش الجنسي ومفهومنا حوله، لأن التحرش لا يبرره ماذا كانت ترتدى الضحية أو كيف كانت تتحدث أو إذا كانت تريده، لكنه قول أو فعل ذات طبيعة جنسية غير مرحب به تتعرض له المرأة، فقط لكونها امرأة ، وهذا فى حد ذاته أمر مهين ومحقر من شأن أى امرأة.

منذ تأسيسه في عام 2009 ، Psychealth ، مركز الصحة النفسية للخدمات والتدريب ومقره في سعت القاهرة ، مصر جاهدة لتقديم أعلى جودة من الخدمات التي تتراوح بين جلسات العلاج الفردي ، وجلسات العلاج الجماعي ، وعلاج الأزواج ، والعلاج الأسري ، والندوات التدريبية وورش العمل ، وتقديم المشورة للمدارس ، بالإضافة إلى استشارات الأعمال / التدريب والاستشارات المهنية مع خبراتها المتنوعة ومجموعة واسعة من المعرفة في علم النفس الحديث وتطبيقاته ، فإن Psychealth مكرس لاستخدام الأساليب الشخصية والداخلية والنظامية مع حساسية واسعة للاختلافات الفردية والثقافية.