تعرفوا على العلاج بالضغط على القدمين
تعرفوا على العلاج بالضغط على القدمين
الرفلكسولوجى – وهو الضغط على مراكز معينة فى القدمين – هى طريقة علاج معروفة منذ قديم الزمان وقد عادت شعبيتها من جديد كوسيلة للشعور بالاسترخاء والراحة.
كثير من الناس قد سمعوا عن علاج الرفلكسولوجى لكنهم لا يعرفون بالتحديد ما هو الرفلكسولوجى أو ماذا يشعر الشخص الذى يتلقى هذا النوع من العلاج خلال الجلسة. قد يتعجب الشخص فى البداية من هذه الطريقة العلاجية لكنه ما يلبث أن يندهش من التأثير الذى تمنحه من شعور بالاسترخاء والراحة!
تقوم فكرة الرفلكسولوجى على أن هناك أماكن فى القدمين تقابل أماكن معينة فى الجسم والضغط على هذه الأماكن الموجودة بالقدمين يمكن أن يساعد بقية الجسم على العمل بصورة أفضل. خلال الجلسة، يرقد متلقى العلاج على طاولة التدليك بملابسه كاملة بينما يجلس الأخصائى عند نهاية المائدة حيث يقوم بتدليك إحدى القدمين والضغط عليها ثم ينتقل إلى القدم الأخرى. يعطى هذا شعوراً بالراحة رغم أن المتلقى قد يشعر عند الضغط على أماكن معينة بزغزغة أو شعور بعدم الراحة وأحياناً بألم خفيف.
يُعتقد أن علاج الرفلكسولوجى قد مورس فى كثير من الثقافات القديمة بما فى ذلك الهند، الصين، وفى الحضارة المصرية القديمة – حيث توجد رسومات فى مقبرة أحد الأطباء الفراعنة بسقارة تصور رجالاً يضغطون على أقدام وأيدى رجال آخرين.
فى بدايات القرن العشرين أعاد الأطباء الأمريكيون اكتشاف الفكرة وراء هذه الطريقة العلاجية القديمة. توضح ميرا كوتشيك – أخصائية الرفلكسولوجى بالقاهرة – قائلة: “الضغط والتدليك لأماكن الرد الانفعالى الموجودة فى القدمين يمكن أن يؤدى إلى تحسين عمل مكان معين أو عضو معين بالجسم أياً كان بعد هذا المكان أو العضو عن مركز الضغط بالقدم.” يونيس إنجهام – أخصائى العلاج الطبيعى الأمريكى – استخدم هذه الحقائق للوصول إلى طريقة الرفلكسولوجى المستخدمة الآن.
رغم أن نقاط الرد الانفعالى موجودة فى القدمين والأيدى والأذن، إلا أن التعامل مع القدمين بوجه خاص له تأثير فعال. تقول ميرا: “القدم هى مرآة لكل أجهزة جسمنا الداخلية. كل الأعصاب، الغدد، والأوعية الدموية تنتهى فى القدمين”، وتضيف قائلة: “أقدامنا أكثر حساسية من أيدينا. هل حاولت من قبل غمس إصبع قدمك الكبير فى مياه البانيو الساخنة؟ إذا جربت أن تجسى المياه بيدك، قد تشعرين أن المياه باردة إلى حد ما، لكن إذا جربت غمس إصبع قدمك الكبير غالباً ستقفزين لأنك ستشعرين بشدة بحرارة المياه.”
يساعد علاج الرفلكسولوجى الجسم على التعامل مع الضغط العصبى وكثير من الناس يلجئون له لهذا الغرض فقط من أجل إراحة العقل والجسم مما يؤدى إلى تحسن شامل. يمكن أن يساعد الرفلكسولوجى أيضاً فى بعض الحالات المعينة والمزمنة مثل آلام الظهر، الصداع النصفى، واضطرابات النوم. تقول ميرا: “حتى الأطفال الذين يعانون من حالات اضطراب القدرة على الانتباه (ADD) يمكن أن يستفيدوا من هذا النوع من العلاج لأنه يساعد على الشعور بالاسترخاء والهدوء.” وتشير ميرا إلى أن كل الناس يمكن أن يتلقوا هذا النوع من العلاج الطبيعى بما فى ذلك السيدة الحامل.
فى الصين، حيث تعترف الحكومة الصينية بالرفلكسولوجى كوسيلة علاجية، أظهرت الدراسات أن هذا النوع من العلاج أحدث تحسناً فى عدد كبير من الحالات. قدم د. وانج ليانج تقريراً بأنه بعد دراسته لثمانية آلاف حالة تمثل 63 حالة مرضية وجد أن علاج الرفلكسولوجى أثبت فاعليته فى مساعدة 93% من هذه الحالات. تشير منظمة الرفلكسولوجى الأمريكية أن الرفلكسولوجى ليس بديلاً للعلاج الطبى ولكنه قطعاً يمكن أن يكون مكملاً له.
تقول ميرا: “أخصائى الرفلكسولوجى ذو الخبرة يمكن بالفعل أن يشعر بالأماكن التى بها مشاكل فى القدمين لأنها قد تكون صلبة، مرملة، أو مؤلمة، ويمكن أن يقوم بالتالى بتفتيت السموم المجمعة والتى تنتهى عادةً فى أقدامنا كعلامة على أن العضو أو الجهاز ليس فى حالة توازن. بمجرد تفتيت السموم، يمكن أن يقوم الجسم بسهولة بالتخلص من هذه السموم.” تضيف ميرا قائلة: “بمجرد أن يلمس الأخصائى قدم الشخص الذى يتلقى العلاج، غالباً ما يستطيع أن يشعر إذا كان هذا الشخص ليس فى أفضل حالاته العضوية أو النفسية.”
كثير من الناس يفضلون تلقى علاج الرفلكسولوجى بشكل منتظم للتخلص من الضغط العصبى، أو للحفاظ على الاسترخاء النفسى بعد تلقى عدة جلسات للتخلص من مشكلة معينة.
بعد أن تلقيت جلسة رفلكسولوجى مع ميرا، نهضت وأنا أشعر باسترخاء وهدوء. تصف ميرا علاج الرفلكسولوجى قائلة: “هى تجربة جميلة لأنها مختلفة، فكثير من الناس لا يشعرون بارتياح عند تدليك أو لمس أجسامهم أو رءوسهم لكن الأقدام بعيدة عن بقية الجسم حيث يمكننا تقبل والاستمتاع بهذا النوع من العلاج.”

كانت عايدة كاتبة ومحررة متمرسة كرست حياتها لإيجاد ونشر الجمال والقيمة. جلبت عايدة الاحتراف والشغف إلى Mother & Child بصفتها مدير التحرير وأحد أهم كتابنا المساهمين. استمتعت بشكل خاص بكتابة المقالات الاستقصائية في مجالات الصحة الشاملة والرفاهية والعلاقات.