تشخيص الربو
تشخيص الربو
تشخيص الربو ليس دائماً سهلاً فى الأطفال الصغار. يقول د. محمد كامل – مدرس الأمراض الصدرية: “من سن الولادة وحتى سن الثانية أو الثالثة تقريباً، لا يمكن التأكد دائماً من أن الأعراض مثل الكحة وأزيز الصدر هى أعراض للربو وليست أعراضاً لالتهاب فى الصدر فقط. لكن إذا كانت هناك حالات ربو فى الأسرة عند أحد الوالدين أو الجدود أو الأقارب، فغالباً ما تكون الأعراض دليل على وجود ربو. إذا كان هناك استعداد وراثى، يكون هناك احتمال أكبر أن يكون الطفل مصاباً بالربو أو قد يصاب به فى أى وقت.”
التشخيص الأول للربو يبدأ عادةً فى البيت عندما يلاحظ الوالدان أعراض معينة تعاود الطفل. ولأن المصابين بالربو لا يثارون بنفس المثيرات، من المهم أن ينتبه الوالدان إلى ما قد يثير حالة طفلهما. هذا هام على وجه الخصوص بالنسبة للرضع والأطفال لأنهم ليست لديهم القدرة على التعبير عن أنفسهم. تقول مروة أن طفلها آدم – الآن فى الثانية – أصيب بالربو بعد عيد ميلاده الأول بقليل. تقول مروة: “لاحظت أن آدم يمرض دائماً بعد تنظيف البيت. كان يكح دون توقف ويتنفس بصعوبة شديدة. أيضاً عندما كان يصاب بالبرد، يكون دور البرد شديداً ويؤثر على صدره أكثر من أى شئ آخر، وكانت الأمور تصبح أسوأ أثناء الليل.”
ينصح د. محمد الآباء والأمهات بالانتباه تماماً للأعراض التى تزيد أثناء الليل. يقول د. محمد: “النوبات الليلية المتكررة قد تكون علامة على أن المشاكل الصدرية عند الطفل قد تكون بالفعل ربو، فلا تستهينا بها.” يجب أن تراقبا جيداً أيضاً بعض الأشياء مثل تغير لون جلد الطفل. تتذكر مروة أن آدم ذات مرة انقلب لونه إلى الأزرق وكان يعانى بشدة من أجل التقاط أنفاسه. تقول مروة: “كانت صدمة. وفى فزع شديد أسرعنا به إلى قسم الطوارئ بإحدى المستشفيات حيث قاموا بإسعافه. وقتها علمت أنها كانت نوبة ربو.”
من العلامات الأخرى التى تدل على أن الطفل يعانى من الربو هى زيادة سرعة ضربات القلب، أو زيادة سرعة التنفس، مع ارتفاع وانخفاض سريع فى حركة الصدر/البطن. سيحتاج الطبيب لفحص الطفل والسماع منكما عن الأعراض التى تظهر عليه وقد يقوم بإجراء بعض التحاليل لمعرفة مدى كفاءة عمل الرئتين.
هل الربو مرض يهدد الحياة؟
يوضح د. محمد قائلاً: “الحقيقة أنه إذا لم يتم التعرف على المرض فقد يهدد حياة المصاب به، لكنه يطلق عليه أيضاً اسم المرض الأليف لأن هذا المرض إذا فُهم وعُرفت كيفية السيطرة عليه يصبح مرضاً يمكن التعايش معه.”
إن فهمكما لحالة طفلكما يعنى معرفة أشياء مثل كيفية التحكم فى الأعراض، ما هى الأدوية التى تعطيانها له، ومتى تبدأ النوبة فى الدخول فى مرحلة الخطر. اطلبا مساعدة أخصائى عطوف حيث سيعطيكما خطة عملية للتعامل مع المرض. احتفظا بنوتة بها معلومات عن النوبات التى يتعرض لها طفلكما، مثل مدى تكرار النوبات وقوتها، ومتى تكون النوبات فى أسوأ حالاتها. قد تجدان على سبيل المثال أن النوبات تكون أسوأ فى أوقات معينة من السنة، مثل فصل تلقيح الزهور.
المتابعة الدقيقة لتنفس طفلكما هى أيضاً خطوة أولى هامة لمتابعة نوباته قبل أن يخرج الأمر من أيديكما. تقول نانسى – والدة كريم، فى الشهر الثامن عشر: “علمنى طبيب طفلى أن أراقب تنفس طفلى عن طريق حركة القفص الصدرى وحركة العظمة الموجودة تحت الرقبة، وهو أمر بسيط وسهل ولكنه مكننى من معرفة متى تبدأ حالة طفلى فى التطور إلى الأسوأ.”
العلاج
اليوم هناك نوعان رئيسيان من أدوية الربو: الأدوية المسكنة والأدوية الواقية.
الأدوية المسكنة كما هو واضح من الاسم تخفف من أعراض الربو وتساعد على تهدئة نوبة الربو. المسكنات مثل الأنواع التى تؤخذ عن طريق البخاخة تساعد على توسيع الشعب الهوائية وإرخاء العضلة المحيطة مما يسمح بتنفس أفضل.
أما الأدوية الواقية فمفعولها أطول، فهى تساعد على منع تورم الممرات الهوائية حتى لا تعوق التنفس عندما تحدث الأزمة. لأن هذه الأدوية الواقية تمنع التورم تسمى هذه الأدوية أدوية مضادة للالتهاب. كثيراً ما تُعطى الأدوية المضادة للالتهاب الخاصة بالربو فى بخاخة. كثير من هذه الأدوية تحتوى على نسبة بسيطة من الكورتيزون الذى يساعد على التحكم فى أعراض الربو ويجعل النوبات أخف إذا استخدم بانتظام لفترة طويلة، لكن لن تؤدى هذه الأدوية إلى تحسن فورى أثناء نوبة الربو.
منذ قرون يتم البحث عن بدائل طبيعية للعلاج خاصةً فى الصين والهند. تتضمن هذه العلاجات الأعشاب، الإبر الصينية، اليوجا، والتأمل. البدائل العلاجية الطبيعية لازالت حتى اليوم لها مؤيدوها، لكن هذه العلاجات ربما تكون مفيدة فقط للوقاية على المدى الطويل ولكنها لن تفيد كثيراً فى تهدئة النوبات الشديدة عند حدوثها. اسألى الطبيب إذا كنت تريدين تجربة هذه العلاجات.
إقرأ أيضاً: حقائق و نصائح عن الربو و الربو عند الأطفال!
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.