تربية فى الإنجاز!
تربية فى الإنجاز!
الإنسان بطبيعته عجول ومش عايز يصبر وعايز دايما كل حاجة متوفرة عنده طول الوقت.
يعنى مثلا المحاصيل ليها مواسم و فصول وفاكهة وخضار الشتا غير فاكهة وخضار الصيف لأن ربنا جعل كل حاجة فى وقتها لوظيفة وفايدة معينة.
مثال: البرتقال والجوافة فى الشتا علشان بنحتاج لفيتامين سي والبطيخ فى الصيف علشان يرطب جسمنا فى الحر.
لكن الإنسان بطبيعته العجولة بقى قال لأ أنا هاكل بطيخ فى الشتا وبرتقال فى الصيف وعلشان كده بنلاقى برتقال صيفى كبير والبطيخ الجامبو أو المنبعج اللى بيطلع من شهر مارس وعلشان كده طعم الأكل ما بقاش زى زمان وبقى ملوش طعم ولا ريحة.
وللأسف ثقافة الصوب اتنقلت من الزراعة للتربية وبقينا مش عايزين نصبر على أولادنا ونسيبهم يغلطوا ويتعلموا من أخطائهم ورفعنا شعار “تربية فى الإنجاز” وماشيين عليه.
يعنى لو مثلا طفل فى أولى حضانة مابيعرفش يكتب نقوم نجرى نجيب الميس فى البيت تعلمه فى الصيف والشتا.
لو الطفل لسه بيقول يا هادى فى السباحة وجربنا تمرين تنفس واتنين نقوم نجرى ونديله برايفت علشان لازم نلحق البطولة اللى جاية.
لو طفل مش بياكل كويس و عنده نقص فيتامينات طبعا مش لسه هنفكر وننوع فى الأكل لكن نجرى بسرعة ونشترى فيتامينات و كده نتخيل إننا عملنا اللى علينا.
لو طفل نشيط شوية وذكى وبيسأل وحركته كتير بس بعد أول شكوى من مدرسة مقدرتش تحوله لإنسنا آلى فى الفصل تروح الأم لدكتور بعد ما شخصت إن طفلها عنده فرط حركة وعلشان الدكتور يحسسها بنتيجة سريعة يديلها دوا ينيم النشاط اللى جواه ونزعل بعد كده على نظرته التايهة الكسلانة.
فى النهاية بنشوف أطفال شكلها حلو وبتلمع بس من كتر ماحنا مش مديينهم فرصة يكبروا فى أوانهم بقوا زى خيار الصوب من غير نكهة مميزة.
لو عايزة طفلك يكون مميز خليه يتربى فى الأجواء الطبيعية بره الصوب وسيبيه يطرح ثماره فى آوانه وبلاش تستعجلى الحصاد.

ريهام سمير مستشارة مهنية في التعلم وتنمية المهارات الشخصية. ريهام أخصائية معتمدة في عسر القراءة من مركز بلاكفورد – لندن وعضو في جمعية عسر القراءة البريطانية. وهي مُعلمة معتمدة للانضباط الإيجابي في الفصل الدراسي من الرابطة الدولية للانضباط الإيجابي في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومُنسِّقة معتمدة في اللغة الإنجليزية في TEFL وممارس معتمد في البرمجة اللغوية العصبية من المجلس الأمريكي للغة البرمجة اللغوية العصبية. تطبق ريهام تقنيات التعلم والتعليم الخصوصية الأكثر تقدمًا لخدمة أنواع عديدة من العملاء من مختلف الأعمار والأنظمة التعليمية.