الحملفترة الحمل

تحاليل الحمل وأهميتها

 

 

تحاليل الحمل وأهميتها

 

إذا كنتِ حامل، فيجب أن تعرفى أنواع التحاليل المختلفة التى ستقومين بها ومتى ستقومين بها.

 التحاليل هامة لمتابعة حالتك الصحية وكذلك حالة جنينك. تشخيص الحمل فى حد ذاته سهل فهو يتم عن طريق تحليل دم أو بول ولكنك غالباً ستعرفين أنك حامل قبل القيام بالتحليل ومعرفة النتيجة من معمل التحاليل، فأغلب السيدات تعرفن أنهن حامل من انقطاع الدورة الشهرية، الغثيان، الانتفاخ، أو احتقان الثديين. تنقسم التحاليل الخاصة بالحمل إلى نوعين: النوع الأول هو التحاليل الروتينية التى تتم لأغلب الحوامل، والنوع الثانى هو التحاليل التى تجرى فى ظروف معينة، على سبيل المثال، احتمال وجود مرض وراثى أو إذا شك الطبيب فى شئ غير عادى. سيسألك الطبيب أنت وزوجك العديد من الأسئلة عن التاريخ الطبى لأسرة كل منكما حتى يستطيع استنتاج أى أمر غير عادى إن وجد.

تاريخك الطبى
كونى صريحة وصادقة مع طبيبك، وتأكدى من ذكر أى أنواع حساسية تعانين منها خاصة إذا كانت حساسية من أدوية معينة، وأخبرى طبيبك إذا كنت تدخنين، تشربين أى مشروبات كحولية، تمارسين أى رياضة، أو إذا كنت تتبعين أى ريجيم. كذلك يجب أن يعرف طبيبك كل المعلومات الطبية الخاصة بك، على سبيل المثال إن كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، حدوث إجهاض سابق، حمل سابق، وكذلك الجراحات التى ربما تكونى قد تعرضت لها. أى معلومة تعطيها للطبيب عن تاريخك الطبى تكون مفيدة جداً لأن هناك أمراض وحالات معينة تكون وراثية.

زيارتك الأولى
خلال زيارتك الأولى للطبيب، توقعى أن يتم الكشف الكامل عليك بما فى ذلك قياس الطول والوزن، وكذلك فحص إن كان هناك دوالى فى الساقين، أو انتفاخ فى الذراعين أو الساقين. كما يتم أيضاً الكشف على البطن، عنق الرحم، والثديين. فى أغلب الزيارات، سيقوم الطبيب بالكشف على جسمك حتى يمكنه تكوين صورة عن أية تغيرات تحدث والتعرف على أية مشكلة فى الحال. سيقوم الطبيب بقياس ضغط الدم فى كل زيارة للتأكد من أنه ليس مرتفعاً أو منخفضاً عن المطلوب، كما سيتم متابعة وزنك للتأكد من أن وزنك يزيد الزيادة المناسبة.

تحاليل أول زيارة

بيتم عمل صورة دم كاملة

وتحلیل سكر بالدم عشوائي

التھاب الكبدي الوبائي C,B

ووتحالیل الغدة الدرقیة

وتحلیل وظائف الكبد والكلي

تحليل الـ “توكسوبلازموزيس” أيضاً هام وضرورى للغاية، خاصة إذا كانت لديك حيوانات أليفة بالبيت. ال”توكسوبلازموزيس” هو عدوى تنقل للإنسان عن طريق اللحوم النيئة، أو عن طريق فضلات القطط. بالرغم من أن وجود ال”توكسوبلازموزيس” أمر شائع ولا يسبب قلق فى عدم وجود حمل إلا أنه قد يسبب أضراراً بالغة إذا أصيبت به الحامل وانتقلت العدوى للجنين على سبيل المثال وفاة المولود، الإجهاض، كما قد يسبب للمولود عمى، صمم، صرع، أو أضرار بالمخ. بالرغم من خطورة عدوى ال”توكسوبلازموزيس” أثناء الحمل إلا أن ذلك نادراً ما يحدث. سيظهر التحليل إذا كانت السيدة مصابة أو معرضة للإصابة بالعدوى، وهو عامل هام لتحديد إذا ما كانت هناك خطورة على الحمل أم لا.

تحليل الـ “روبيللا” يظهر إذا كانت لديك أجسام مضادة كافية أم لا لحمايتك من احتمال الإصابة بالمرض الضار الحصبة الألمانية. إن مرض الحصبة الألمانية له تأثير بالغ الضرر ودائم على الجنين إذا ما تعرضت له الأم ولم تكن قد أخذت تطعيم ال MMR (الغدة النكافية، الحصبة، والحصبة الألمانية). ويتوقف حجم الضرر على الوقت الذى تصاب فيه الحامل بالعدوى. إذا أصيبت الحامل خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل، يكون هناك احتمال للإجهاض أو ولادة طفل ميت، أو قد يولد الطفل بإعاقة خطيرة. تقل نصبة خطورة الإصابة فى الجنين كلما تقدم الحمل. إذا أصيبت السيدة بالحصبة الألمانية بعد الأسبوع العشرين من الحمل، الخطر على الجنين يكون أقل بكثير. قد يكون لديك مناعة ضد الحصبة الألمانية (من خلال التطعيمات التى تؤخذ فى مرحلة الطفولة) ولكن يجب إجراء التحليل للتأكد من ذلك.

التحاليل الروتينية
سيتم عمل تحليل بول بشكل منتظم لاختبار وجود سكر (والذى قد يظهر وجود مرض السكر)، وكذلك وجود بروتينات (للتأكد من أن الكليتين تعملان بكفاءة). إذا كانت نتيجة تحليل البول تنبئ باحتمال وجود مرض السكر، فيجب إجراء تحليل جلوكوز لإعطاء نتيجة أكثر دقة. إنها مسألة شائعة أن تكون نتيجة تحليل السكر إيجابية فى أول مرة خلال الحمل، ويختلف العلاج حسب ارتفاع مستوى السكر. وفي الأسبوع ٢٦ بيتم عمل تحلیل السكر في الدم بعد تناول ٥٠ جرام جلوكوز.

يمكن أيضاً اكتشاف وجود بكتريا أو صديد من خلال تحليل البول ويبدأ علاج التهابات مجرى البول لو أثبت التحليل وجود أى منهما.

تحليل عنق الرحم أيضاً إجراء روتينى يتم ما بين الأسبوع ال34 وال36 من الحمل يُظهر إذا كانت الحامل مصابة بعدوى B streptococcus  مما قد يتسبب فى التمزق المبكر للأغشية وإلتهابات صدرية للمولود الجديد بسبب التلوث أثناء الولادة.

التحاليل الإضافية
قد يرغب طبيبك فى أن تقومى بعمل بعض التحاليل الوراثية إذا شك أنك حاملة لحالة مرضية معينة قد تضر بجنينك. يمكن أن يتم علاج بعض الحالات أثناء الحمل – لكن لو كنت تعلمين بوجود أية أمراض وراثية فى أسرتك أو أسرة زوجك يجب أن تخبرى طبيبك بها قبل الحمل. الاستشارة الوراثية قبل الزواج هامة جداً، فسيشرح المختص كل الاحتمالات والمخاطر – للطرفين – إن وجدت.

أهمية تحليل الـRh

يصنف دم الإنسان حسب وجود أو عدم وجود علامات معينة على سطح كرات الدم الحمراء، والـ Rh هو أحد هذه العلامات. إذا كان عامل الـ Rh  موجوداً فسيكون تحليل الـ Rh إيجابياً أما إذا لم يكن موجوداً فسيكون تحليلك سلبياً. أغلب الناس لديهم عامل الـ Rh. عامل الـ Rh مرتبط بفصيلة دمك. على سبيل المثال إذا كانت فصيلة دم “O-“، هذا يعنى أن فصيلة دمك ” O” وليس لديك عامل الـ Rh، وإذا كانت فصيلة دمك “A+”، فهذا يعنى أن فصيلة دمك “A” ولديك عامل الـ Rh.

المشكلة الأساسية تحدث عادةً عندما يكون تحليل الـ Rh للحامل سلبياً. فى هذه الحالة يلزم عمل تحليل للزوج. إذا كان تحليل الزوج أيضاً سلبياً، عندئذ لا توجد مشكلة. لكن إذا كان تحليل الـ Rh الخاص بالزوج إيجابياً، فغالباً ما سيكون الطفل مثل أبيه، ومن هنا تأتى المشكلة، أى عندما تحمل الأم التى لا يحمل دمها عامل الـ Rh فى طفل يحمل دمه عامل الـ Rh، ويشار إلى هذه الحالة بعدم توافق الـ Rh. بما أن الجهاز المناعى للإنسان يعمل عادةً على حماية الجسم من أى مواد ضارة، لذا فعندما يدخل جسم الإنسان أى جسم غريب يقوم جسم الإنسان بإنتاج أجساماً مضادة لهذا الجسم الغريب. إذا كان دمك لا يحمل عامل الـ Rh، وتعرضت لدم يحمل عامل الـ Rh، قد ينتج جسمك أجساماً مضادة للقضاء عـلى الـدم الذى يحمـل عــامل الـ Rh عند التعرض له فى المرة اللاحقة. خلال الحمل الأول، تكون الأم وجنينها فى أمان، لكن أثناء الولادة أو الإجهاض، تتعرض الأم لدم يحمل عامل الـ Rh وغالباً ما سينتج جسمها أجساماً مضادة له. فى الحمل التالى، قد تمر هذه الأجسام المضادة عبر المشيمة وتدمر كرات الدم الحمراء للجنين مما يؤدى إلى إصابته بأنيميا أو مشاكل فى القلب مما يتطلب عناية خاصة أثناء الحمل، وقد يؤدى إلى وفاة المولود.

اليوم، ينصح بإعطاء التطعيم اللازم للأم التى لا يحمل دمها عامل الـ Rh، وذلك فى الأسبوع ال28 والأسبوع ال34 من الحمل ومرة أخرى بعد الحمل مباشرة. ذلك ينطبق على أول حمل وكل حمل بعد ذلك.

 شكر خاص لأستاذ د. عبد المجيد رمزى، أستاذ النساء والتوليد بجامعة القاهرة، لمراجعة محتوى هذا المقال.

Facebook Comments

عالم الأم و الطفل

تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى