تأثير برنامج رامز جلال على المشاهدين وخاصة الأطفال
تأثير برنامج رامز جلال على المشاهدين وخاصة الأطفال
قررنا فى عالم الأم والطفل أن نقوم بدراسة إستقصائية حول الآثار المتوقعة لبرامج مثل برنامج رامز جلال الجديد على الأطفال. ومن ثم قمنا بسؤال بعض خبرائنا للحصول على رأى مهنى متخصص والتعليق على برنامج “رامز بيلعب بالنار” وتأثيره المحتمل على المشاهدين وخاصة الأطفال وهذا هو ما قالوه:
رشا البغدادى – أخصائية نفسية واستشاري علاقات أسرية
يحتوى برنامج رامز جلال الجديد على مشاهد عنيفة ويهدف إلى تشجيع الإستمتاع بالسلوك العدوانى تجاه الآخرين فى صورة “خدع مضحكة”. هذا النوع من البرامج يترك آثاره المدمرة على المشاهدين وخاصة الأطفال.
عام ١٩٧٠ قام أخصائي نفسي يدعى “ألبيرت بندورا” بدراسة تأثير العنف التصويرى على السلوك الإجتماعى وتم التأكد من ميل الأطفال لتقليد ما يرونه.
وفى عام ١٩٨٢ وبعد أكثر من ١٥ عام من النتائج المقلقة الناتجة عن عرض محتوى عنيف فى برامج الأطفال، أصدر المعهد الوطنى الأمريكى للصحة النفسية تقريرا يوضح الأثار الناجمة عن مشاهدة محتوى عنيف على شاشة التلفزيون:
* يصبح الأطفال عرضة للشعور بالمزيد من الخوف تجاه العالم من حولهم.
* قد يصبح الأطفال أقل حساسية تجاه معاناة وألم الآخرين.
* قد يتصرف الأطفال بشكل أكثر عنفا أو بطرق مؤذية تجاه الآخرين.
إن مشاهدة مثل هذا النوع من البرامج قد يؤدي إلى جذب إنتباه الأطفال إلى العنف على أرض الواقع، كما أن مشاهدة العنف فى وسائل الإعلام، بالنسبة للبعض، تجعل منه أمراً ممتعاً ولا يتسبب فى الهياج المتوقع الناجم عن مشاهدة مثل هذه الصور.
د. منى يسري – طبيبة نفسية ومستشارة عائلية
برنامج تليفزيوني يعزز إضطرابات سلوكية وهوس الإحتراق!
أستطيع أن أتفهم تماما إتباع الإعلاميين المحترفين تعليمات لاستهداف عواطف المشاهدين، ولقد أصبح الخوف هو العاطفة الأكثر إستخداما مؤخرا. ولكن يبقى السؤال، لماذا يتم تدمير شعور التعاطف في العملية؟ لماذا يتم تشجيع السخرية من معاناة الآخرين؟ ماذا لو كان نفس هذا البرنامج يتناول إنقاذ الأشخاص بدلا من جعلهم ضحية؟ ماذا لو كان البرنامج يتناول أفعال الخير وإطفاء الحرائق بدلا من إشعالها؟
كنت مسافرة خارج مصر أول أسبوعين من شهر رمضان، ولذلك شاهدت حلقة واحدة كاملة من البرنامج وكنت في حالة صدمة تامة!! نحن في حاجة ماسة للجنة مسؤلة عن التصريح يكون أساسها علم النفس لإنقاذنا وإنقاذ أولادنا من هذا الإستغلال والإخلاء اللا واعي من العاطفة.
بدءا من أغنية المقدمة، هي كارثة؛ للقيام بإختيار كلمات مثل “لعب بالنار” تشجع الأطفال على اللعب بالنار تلقائيا. ولذلك أيها الآباء والأمهات الأعزاء؛ لو شاهد طفلك المقدمة فقط، لا تتساءلوا لماذا هو/هي يحاولون إشعال المنزل بعد شهر من الآن.
بصفتي طبيبة نفسية ومستشارة عائلية، يجب أن أخبركم أنه عندما تتصاعد المشاكل السلوكية إلى مستويات أكثر جدية من إضطرابات السلوك، إحدى علامات الخطر الأكثر أهمية هي، أن يقوم الطفل بإشعال الحرائق! ومما يزيد الأمر سوءا، إذا لم يتم علاج هؤلاء الأطفال بصورة مهنية صحيحة، سوف يصبحون مجرمون فى المستقبل! ولمعرفتي بالنقص الحاد في الرعاية النفسية، يعني ذلك أننا نقود أنفسنا بأقصى سرعة إلى حائط طوبي صلب..
كما أود أيضا تسليط الضوء على إضطراب نفسي يسمى “هوس الإحتراق”، وهو إستحواذ إندفاعي لإشعال الحرائق. الشخص المصاب بهوس إشعال الحرائق يرتاح من قلقه/قلقها فقط عند رؤية الأشياء تحترق. ولكن مع ذلك، يقول الإعلان الترويجي للبرنامج حرفيا “أنا أستمتع برؤية الأشياء تحترق!!”
كيف أن نقبل مثل هذا البرنامج الكارثي؟؟؟
ناهيك عن الإغتيال الغير أخلاقي الرهيب لإحساس التعاطف مع الغير من خلال الضحك على معاناة الغير والسخرية من أشكال الأشخاص، وملابسهم، وحتى أسماءهم!!
ولذلك أنادي بشكل عاجل علماء النفس المحترفين، الأطباء النفسيين، والمشتغلين في مجال الصحة النفسية للإتحاد مع هيئة دعم قانوني لوقف مثل هذه البرامج المدمرة للمجتمع.
وكذلك أخاطب جميع الآباء والأمهات؛ لا تجعلوا أطفالكم عرضة لمشاهدة حتى مقدمة البرنامج أو الإعلان الترويجي للبرنامج!! حتى وإذا كنتم في مطعم، برجاء برجاء برجاء قوموا بطلب تغيير القناة عند رؤية هذا البرنامج…
العار على الإعلاميين الذين لديهم السلطة لتحسين المجتمع وإحداث تغيير جذري للأحسن، وبدلا من ذلك يختارون تدمير القيم وإفساد أخلاق الأشخاص!! ولكن أيضا العار علينا إذا إستمرينا في مشاهدة تلك البرامج!!
يتطلع فريقنا دائمًا لإطلاع القراء على آخر الأخبار والأحداث والنصائح الملهمة والمفيدة التي شاركها الآخرون.