بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الصيام مع السكرى
بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الصيام مع السكرى
١. يجب على الأشخاص الذين يعانون من داء السكرى الالتزام بحمية خاصة خلال شهر رمضان
هذا المفهوم ببساطة ليس صحيحًا، والأخبار السارة هى أنك وفى حال كنت تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا، والذى ينصح الجميع بالتزامه، وتعيش مع داء السكرى من النوع الثانى أو لم تكن، فهناك فرصة كبيرة لعدم حاجتك إلى تغيير مكونات نظامك الغذائى. وفى الواقع فإنك تكون قادرًا على تناول المأكولات التى تتناولها عادة، ويقتصر الاختلاف على الوقت الذى تتناول فيه وجبتك عوضًا عن الكمية التى تتناولها أو نوع الطعام الذى تستهلكه. وفى الواقع، يجب عليك تناول طعامك بشكل طبيعى، والفرق الوحيد هو وقت تناول وجبات وليس كمية أو نوع الطعام الذى تتناوله.
٢. لا احتاج إلى فحص نسبة الجلوكوز فى الدم فى شهر رمضان أثناء فترة الصيام
خطأ، من الضرورى أن تفحص مستويات الجلوكوز فى الدم لأنه يضمن سلامتك أثناء الصيام. وهذا الفحص لا يؤدى إلى إفطار الصائم.
٣. لا يهم إن توقفت عن أخذ الأنسولين أثناء شهر رمضان
كلّا، هذا مفهوم خاطئ وخطير! يجب ألّا تتوقف عن أخذ الأنسولين، حتّى أثناء شهر رمضان، ولكن يجب عليك أن تستشير طبيبك لأنّك قد تحتاج إلى تغيير جرعات وأوقات حقنك بالأنسولين.
٤. لا داعى للاستيقاظ لتناول السحور
لا تقلل من أهمية وجبة السحور، وينبطق ذلك على وجه الخصوص على الأشخاص الذين يعانون من داء السكرى.
يؤدى مرور الساعات الطويلة دون تناول الطعام إلى زيادة مخاطر الإصابة بنقص نسبة السكر فى الدم.
حاول أن تتناول وجبة وقت السحور مباشرةً قبل شروق الشمس وليس فى منتصف الليل كما جرت العادة، سيساعدك ذلك فى المحافظة على استقرار مستويات الجلوكوز طيلة فترة الصيام.
٥. لا أستطيع ممارسة التمارين الرياضية خلال شهر رمضان نتيجة شدة حرارة الجو إلى جانب التعب الشديد الناتج عن الصيام.
في الواقع، من المفيد ممارسة النشاط الرياضى المعتدل فى فترة ما قبل الإفطار، ومرة أخرى قبل النوم، وأيضًا قبل تناول وجبة السحور مباشرةً.
سيكون الجو حارًا جدًا خلال رمضان هذا العام، ولا يعتبر ممارسة النشاط الرياضى فى الهواء الطلق الخيار الأفضل دائمًا ولهذا جرب صعود الدرج. ابدأ ببطء وبالتدريج مع طابقين فى كل مرة وتجنب إرهاق نفسك أكثر من اللازم خلال الأيام القليلة الأولى من الصيام.
وبالطبع، بعد غروب الشمس وقبل طلوع الفجر من المفيد ممارسة المشى السريع لمدة ١٠ دقائق على الأقل خلال شهر رمضان.
وفي حال قررت التوجه إلى المجمع التجارى مساءً، اركن سيارتك فى مكان بعيد عن المدخل، وامش مسافة إضافية، وتمتع أيضا بالمشى فى المجمع التجارى قبل التسوق!
٦. لا مانع من صيام المصابات بداء السكري أثناء الحمل
كّلا، هذا مفهوم خاطئ وخطير للغاية، حيث تُنصح النساء الحوامل بشدة بعدم الصيام، وفي الواقع فإن الدين الإسلامي يجيز للمرأة الحامل عدم الصيام خلال رمضان. رغم ذلك تفضّل بعضهن أداء واجب الصيام، وإذا كانت مصابة أيضًا بداء السكرى (بما فى ذلك داء سكرى الحمل)، فيصبح ذلك أمر عالى الخطورة ويحتاج إلى عناية مكثفة.
يتضمن الحمل حالة من زيادة الحساسية للأنسولين وإفراز الأنسولين.
وخلال الصوم، عادةً ما تنخفض مستويات الجلوكوز فى الدم فى حين ترتفع مستويات الجلوكوز والأنسولين بعد تناول الوجبة عند النساء الحوامل ممن يتمتعن بصحة جيدة مقارنة مع النساء غير الحوامل.
وترتبط المستويات المرتفعة من الجلوكوز فى الدم أثناء الحمل بزيادة خطر الإصابة بالشذوذ الخلقى.
كما يجب الانتباه إلى أن القضايا المتعلقة بإدارة داء السكرى من النوع الأول والنوع الثانى تنطبق أيضًا على النساء الحوامل، ولكن مع مراقبة أكثر تكرارا وتعديل لجرعة الأنسولين.
٧. لا يحتاج المصابون بداء السكرى إلى مراعاة أمور خاصة عند الصيام لشهر رمضان
كلّا وكلّا وكلّا! يجب على أى شخص مصاب بداء السكرى التفكير بعناية فى صيامه شهر رمضان قبل البدء. تعتمد قدرتك على الصيام بشكل آمن على نوع السكرى الذى تعانى منه والعلاج الموصوف لك.
خلال الصيام وبعد مرور ثمانى ساعات من تناولنا لآخر وجبة تبدأ أجسامنا باستهلاك الطاقة المخزنة فيها للمحافظة على المستويات الطبيعية للجلوكوز (السكر) فى الدم. وبالنسبة لمعظم الأشخاص فإن ذلك لا يعتبر أمر مؤذيًا.
ومع ذلك، فقد تواجه مشكلة إذا كنت مصابا بداء السكرى، وهى المخاطرة بارتفاع مستويات الجلوكوز فى الدم بشكل كبير والتى بعد تناول الوجبات الكبيرة قبل الصيام وبعده عند السحور والإفطار.
وبالطبع، ففى هذا العام مدة الصيام طويلة (حوالى ١٦ ساعة فى مصر) ولهذا تتزايد خطورة الإصابة بارتفاع السكر فى الدم والجفاف (فقدان الماء).
ومن الضرورى للغاية على أى شخص يعيش مع داء السكرى من النوع الأول أن يفهم أنه معرض لخطورة عالية أثناء صيام شهر رمضان المبارك مقارنة مع المصاب بداء السكرى من النوع الثانى.
إن الصيام غير آمن لجميع الأشخاص الذين يعيشون مع السكرى من النوع الأول.
من المهم جدًا أن يتم الإشراف بدقة على المرضى المصابين بداء السكرى من النوع الأول الذين ينوون الصيام وأن تتم مراقبة نسبة السكر فى الدم لديهم بانتظام لتخفيف المخاطر الصحية.
يمكن للمرضى المصابين بداء السكرى من النوع الثانى الصوم خلال شهر رمضان بأمانٍ تام عمومًا شريطة أن يستعدوا لذلك جيدًا وأن يستشيروا الطبيب.
وغالبًا ما تتأثر قدرتك على الصيام بشكل آمن على العلاج الموصوف لك، وبالتالى من الضرورى جدًا بالنسبة لك ولطبيبك إجراء تقييم لبرنامجك العلاجى قبل بدء رمضان و/أو صيامك. وسيساعدك طبيبك فى وضع خطة الصيام المناسبة لحالتك.
من المهم الأخذ بعين الاعتبار مدى التحكم بداء السكرى، وخاصة إذا كنت عرضة إما لارتفاع متكرر لمستويات السكر فى الدم (فرط السكر فى الدم) أو إنخفاض مستويات السكر فى الدم (نقص السكر فى الدم).
وعلى سبيل المثال، إذا كنت تتناول أنواع معينة من الحبوب و/أو الأنسولين، فإن الصيام يعرضك للإصابة بنقص السكر فى الدم. كما يكون ارتفاع مستويات الجلوكوز فى الدم خلال الصيام خطورة محتملة، وفى الحالات المتطرفة يتسبب ذلك بالإصابة بالحماض الكيتونى السكرى، وهى حالة خطرة تتطلب العلاج السريع فى المستشفى.
مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري هو عبارة عن منشأة شاملة متطورة ومخصصة للمرضى الخارجيين متخصص في علاج مرض السكري والبحث والتدريب والتوعية بالصحة العامة. تم إنشاء المركز في أبو ظبي من قبل مبادلة للرعاية الصحية ، بالشراكة مع إمبريال كوليدج لندن في المملكة المتحدة ، في عام 2006.