التعامل مع مشكلة العقم
التعامل مع مشكلة العقم
يعانى الزوجان من اضطراب مشاعرهما بشكل كبير عندما يواجهان حقيقة أنهما قد لا يستطيعان الإنجاب. إليك بعض النصائح للتعامل مع مشاعرك فى ظل هذه الظروف.
ما هو العقم؟
العقم هو عدم قدرة الزوجين على تحقيق حمل الزوجة بعد سنة من الجماع بدون استخدام أية وسيلة لمنع الحمل. (لكن لا يعنى هذا أن الزوجين لن يستطيعا أبداً الإنجاب، فبالعلاج قد ينجحان فى ذلك.) إن الزوجين اللذين يصارعان العقم، يصارعان من أجل إنجاب طفل، وكذلك من أجل الإبقاء على حياتهما الزوجية، وخلال تلك الصراعات، هما يصارعان أيضاً اضطراب مشاعرهما.
اكتشاف المشكلة
إن اكتشاف مشكلة العقم يؤدى إلى اضطراب حياة الزوجين ويجبرهما على التعامل مع تلك الأزمة التى من شأنها إما أن تقوى العلاقة بينهما أو تؤدى إلى انفصالهما.
ليس كل زوجين يستطيعان الاستمرار والتعايش بسلام مع وجود تلك المشكلة. فبالرغم من صعوبة مواجهة مسألة احتمال عدم الإنجاب ، إلا أنه من الأفضل اللجوء إلى العلاج بأسرع ما يمكن لأنه كلما أسرعنا فى اكتشاف المشكلة كلما أسرعنا فى البدء فى علاجها.
التعامل مع مشاعركما
يصاحب التعامل مع مشكلة العقم الكثر من المشاعر. فى البداية قد تصدمان وقد لا تصدقان أن هذا ممكن أن يحدث لكما. وبمرور الوقت قد تشعران بالإحباط والغضب لأن أحلامكما بأن يكون لكما طفل قد لا تتحقق. الحسرة واللوم أيضاً من المشاعر المألوفة فى هذه الضروف.
من المهم أن يتحدث كل طرف مع الطرف الآخر عن مشاعره ويعبر له عن احتياجاته، فكل شخص يتعامل مع مسألة العقم بطريقته الخاصة، فغالباً لن تكون مشاعركما كما وردود أفعالكما متطابقة، فإذا لم تتحدثا سوياً بوضوح فلن تستطيعا فهم ومساندة بعضكما البعض.
إن العقم كثيراً ما يؤدى إلى الشعور بالذنب وعدم تقدير الذات. فى تقاليدنا يستمد الزوجان تقديرهما لذاتهما من خلال قدرتهما على الإنجاب. أن الضغط من الآخرين يجعل الناس يشعرون بأنهم إن لم يستطيعوا الإنجاب فهم ليسو على مستوى الآخرين حتى وإن كان هؤلاء الآخرون مستواهم أقل من الناحية الثقافية، العلمية، الشخصية، والاجتماعية.
أننا لا نستطيع أن ننكر أنه شىء رائع أن نصبح آباء وأمهات، لكن على فرض أن الله لا يريد ذلك، فهذا قضاء الله. أن الناس لا يجب أن يشعروا بالذنب عن شىء ليس لديهم يد فيه. إن الأزواج الذين لا يستطيعون الإنجاب بإمكانهم أن يكونوا سعداء بالرغم من عدم وجود أطفال، فهم يستطيعون اكتساب احترام الآخرين، ومن الممكن أن يكون وجودهم مؤثر أينما وجدوا،فى العمل، فى البيت، مع الجيران، مع الأهل، ومع كل المحيطين بهم.
الضغوط من جانب الأهل، الأصدقاء، والمجتمع
قد يكون صعباً على الزوجين اللذين لا ينجبان سماع كلمة: لعل الله يرزقكما بطفل قريباً، وذلك فى المناسبات كالأفراح وغيرها. أن الناس يقولون هذا كنوع من الدعاء دون أن يقصدوا الإساءة للزوجين أو جرح مشاعرهما لأنهم لا يعرفون ما هى المشكلة. قد يكون مؤلم أيضاً سؤال الناس للزوجين عن سبب عدم إنجابهما، أو اقتراحهم بأن يذهبا للعلاج.
كثير من الأزواج يكتمون مسألة عدم قدرتهم على الإنجاب كسر، لكنهم بذلك غالباً ما يدفعون أنفسهم للشعور بالوحدة فى الوقت الذى يحتاجون فيه إلى المواساة والمساندة. قد يساعدهما أن يتحدثا مع الأشخاص القريبن منهم عن مشاعرهما. ويحددا وقتاً معيناً للتحدث معهم عن مشكلتهما. ويتفقا مقدماً على حدود المعلومات التى سيتحدثان عنها، وبأى شكل سيشرحان المشكلة. أيضاً يجب تعريف الأشخاص الذين يحبونهم كيف يمكنهم تقديم المساعدة. قد تتطلبا منهم الدعاء لكم، أو البحث عن معلومات خاصة بحالتهم، أو الاستماع فقط إليهم عندما يحتاجان إلى ذلك. يمكنهم أيضاً تعريف الناس مالا يجب أن يفعلوه، مثل عدم توجيه أسئلة واستفسارات بعد العودة من زيارة الطبيب. عندما يعلق المعارف يمكنهما أن يقولا لهم ببساطة: :نحن نحب الأطفال جداً ونتمنى أن يرزقنا الله بطفل، بالطبع سنخبركم عندما تكون هناك أخبار سعيدة.
التقارب
إن العقم قد يؤثر على التقارب الجنسى بين الزوجين بعدة طرق. على سبيل المثال، إذا كانت المشكلة لدى الزوج، فقد يصاب بعجز جنسى، لأنه نفسياً يرى أن قدرته الجنسية قد تحطمت.
كثيراً ما يجعل العقم الزوجين ينظران إلى العلاقة الجنسية على أنها واجب يجب أن يؤدى عندما يحين الوقت المناسب، عند حلول موعد التبويض، عندما يقرر ذلك الطبيب. وبذلك تصبح العلاقة الجنسية كتجربة معملية.
إن مشكلة العقم قد تتطلب من الزوجين القيام بأنواع معينة من الفحوصات والخضوع لعلاجات قد تؤدى إلى افتقاد الخصوصية بالنسبة لهما. وهو ما قد يؤدى إلى شعورهما بالغضب وقلة الحيلة لأنهما قد فقدا السيطرة على أجسامهما. هذه المشاعر تمثل ضغطاً نفسياً على الزوجين مما يؤدى إلى فقد التقارب بينهما.
أفضل طريقة لمواجهة ذلك هي التحدث عن مشاعركما، كونا صريحين في إظهار احتياجاتكما، وحاولا بكل جهدكما أن تكونا سوياً عندما تشعران بالرغبة في ذلك. كونا رومانسيين كلما استطعتما ذلك. إن إنجاب طفل هو هدف نبيل، لكن لا يجب أن يكون هو السبب الوحيد للتقارب والود بين الزوجين، فالعلاقة الجنسية هامة للزوجين اللذين تجمعهما علاقة حب.
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.