كيف أساعد إبنى على التخلص من عادة التبول اللإرادى؟
كيف أساعد ابنى على التخلص من عادة التبول اللإرادى؟
س. ابنى فى الخامسة من عمره ويعانى من مشكلة التبول أثناء النوم منذ سنة تقريباً (مع العلم أنه كان قد توقف قبل هذه السنة عن هذه العادة). لقد حاولت معه بالعديد من الطرق، أحياناً بمكافئته وأحياناً بإظهار عدم رضائى. الحل هو أننى أجعله يستيقظ عدة مرات أثناء الليل ولكنه مرهق لى وله أيضاً. لا توجد لديه مشاكل نفسية، هل هذا أمر طبيعى أم هناك طرق أخرى للعلاج مثل الأدوية؟
ج. مشكلة التبول اللإرادى من أهم المشاكل التى تقابل الأسرة والطفل فى آن واحد وتحتاج إلى مهارة وصبر فى التعامل معها، فهى تعد أمراً طبيعياً حتى سن الثالثة ولكن بعد ذلك إذا تكرر الأمر (مهما كانت المدة بين المرة والأخرى سواء يوماً أو أسبوعاً أو شهراً على سبيل المثال) يجب أن يبحث الآباء عن السبب. يجب أن تسيرا فى خطين متوازيين:
أولاً: إن سوء الحالة النفسية للطفل وكيفية معاملة الآخرين له من الأسباب الرئيسية للتبول اللاإرادى، فابحثى مرة أخرى عن سبب نفسى. هناك العديد من الأشياء بعضها قد يبدو لنا تافهاً ولكنه يؤثر على الطفل تأثيراً كبيراً، على سبيل المثال: وجود مضايقات يعانى منها الطفل فى المدرسة سواء من أصدقائه أو من عدم قدرته على التحصيل، أو عدم رضاء والديه عن مستواه الدراسى، أو تغيير المدرسة أو تغيير المسكن مع ما يصاحب ذلك من تغيير فى البيئة المحيطة بالطفل. كذلك تلعب الغيرة دورها فى هذه المشكلة كاستقبال الأسرة لمولود جديد مع ما يصاحب ذلك من اهتمام بالمولود وإهمال للطفل الكبير (على الأقل من وجهة نظر الطفل نفسه). من الأسباب كذلك نشر خبر هذه المشكلة بين أفراد الأسرة والجيران والأصدقاء مما يسبب حرج بالغ للطفل ويزيد من حدة المشكلة. أما الأسباب النفسية الأكثر عمقاً فيكون تأثيرها أكبر مثل فقد أحد الأبوين أو الأخوة أو الاصدقاء المقربين.
ثانياً: قد يكون سبب التبول اللاإرادى سبباً عضوياً أو مرضياً ولعل أكثر هذه الأسباب شيوعاً هى الإصابة بالديدان الدبوسية والتى تسبب تهيجاً شديداً مع هرش فى فتحة الشرج ويصاحب ذلك تبول لاإرادى أثناء النوم، ومن ضمن الاسباب العضوية كذلك ضعف العضلة المتحكمة فى مثانة البول نتيجة عيب خلقى فى العمود الفقرى مما يؤثر على العصب المتحكم فى هذه العضلة.
للتأكد من عدم الإصابة بالديدان الدبوسية، يجب إجراء تحليل بول، وبراز، وعمل مسحة شرجية. وللتأكد من سلامة العصب المتحكم فى مثانة البول، يجب إجراء أشعة x على الجزء السفلى من العمود الفقرى. فى هذه الحالات، توجد أدوية فعالة ولكن يجب أن تؤخذ تحت إشراف الطبيب، كما أن هناك بعض التمارين الرياضية التى قد تساعد على تقوية عضلة المثانة.
لحل هذه المشكلة، يجب البحث عن كل الأسباب المحتملة وفى نفس الوقت مراعاة الحالة النفسية للطفل: امنحيه الرعاية الكافية ولا تتحدثى إليه بأسلوب عنيف خاصةً أمام الآخرين. يجب أيضاً عدم شرب الماء أو السوائل قبل النوم بساعة، كذلك يجب دخول الحمام قبل النوم مباشرةً.
أنصح كذلك الأبوين بعمل كراسة خاصة مدون بها أيام الأسبوع وعلى الطفل أن يضع بنفسه علامة صواب فى الأيام التى يبقى فيها جافاً، وعلامة خطأ فى الأيام التى يحدث فيها تبول مما يعطى الطفل حافزاً نفسياً على مقاومة هذه المشكلة، ولا يوجد مانع من مكافأة الطفل وتشجيعه حتى يتغلب على هذه المشكلة.
د. أحمد درويش
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.