التربيةالسنوات الأولىبعد الخمس سنواتسنوات المراهقةصحة ونمو طفلكقيم وعلاقات أسرية

الاعتداء على الأطفال

 

الاعتداء على الأطفال

الاعتداء على الأطفال

رغم كل ما تحمله كلمة أمومة أو أبوة من معانى سعادة إلا أنها أيضاً تضع مسئولية ضخمة على الأم والأب. إحدى هذه المسئوليات هى توفير بيئة آمنة للطفل حتى يصبح فيما بعد إنساناً سوياً وسعيداً. لكن مع الأسف، ففى هذه البيئة الصحية كثيراً ما يتسلل الخطر دون أن نلاحظه. الاعتداء على الأطفال من أشد الأخطار التى قد تواجه أطفالنا كما أنه من أصعب الأمور التى يمكننا اكتشافها.

من يفكر فى الاعتداء على طفل برئ؟ الذين يقومون بهذه الجريمة ليسوا كائنات غريبة وليسوا بالضرورة أشخاص مجانين، بل قد يوجد مثل هؤلاء الأشخاص فى أى مكان. قد يكونون أغنياء أو فقراء، قد يكونون متعلمين، قد يكونون مدرسين، بوابين، أطباء، خادمين، أو يمتهنون أى نوع آخر من المهن. لكن غالباً ما تكون مشاعر هؤلاء الأشخاص سلبية تجاه أنفسهم ولديهم مشاعر غضب تجاه العالم كله، وقد يكونون قد تعرضوا هم أنفسهم للاعتداء وهم أطفال ويعبرون عن تلك العُقَد من خلال اعتدائهم على الأطفال.

تقول د. هبة قطب – استشارية العلاقات الزوجية والجنسية: “يمكن أن يتم تعريف الاعتداء على الطفل على أنه أى تصرف تجاه الطفل لا يعجبه، خارج النطاق الطبيعى المقبول.” ببساطة هو التصرف أو عدم القدرة على التصرف من جانب الأبوين أو الشخص الذى يرعى الطفل والذى قد ينتج عنه ضرر بدنى أو نفسى للطفل. وتضيف د. هبة قائلة: “ينقسم الاعتداء بوجه عام إلى نوعين، اعتداء بدنى واعتداء نفسى. الاعتداء البدنى يندرج تحته أى نوع من الاعتداءات على جسم الطفل بما فى ذلك الاعتداء الجنسى. أما الاعتداء النفسى فهو أى اعتداء غير بدنى ولكن هو اعتداء يؤثر على الطفل نفسياً، عاطفياً، أو أخلاقياً. الاعتداء العاطفى قد يكون على سبيل المثال عندما يمتنع الأبوان أو الشخص الذى يرعى الطفل عن أن يقول له أى شئ إيجابى، أو عندما يهدده بالإيذاء، أو عندما يمتنع عن الكلام معه لعدة أيام. من أنواع الاعتداء النفسى أيضاً نوع خفى يسمى “الاعتداء المحتمل” وهو أن يظهر الشخص المعتدى للطفل الإيذاء الذى يحدث لشخص آخر ويهدد الطفل بأنه سيحدث له مثله.”

إن أى نوع من أنواع الاعتداء على الأطفال يكون تأثيره مذهلاً ومخرباً وعادةً ما يستمر هذا التأثير مع الطفل بقية حياته. رغم أن الاعتداء على الأطفال ينقسم إلى عدة أقسام، إلا أنه نادراً ما يحدث نوع واحد فقط من الاعتداءات، فالاعتداء البدنى على سبيل المثال سواء كان اعتداءً جنسياً أم لا، يرتبط بالضرورة بالاعتداء العاطفى (النفسى).

الاعتداء البدنى

توضح د. هبة قائلة: “إن الاعتداء البدنى قد يكون ظاهرياً أو غازياً. الاعتداء البدنى الظاهرى يتضمن ضرب الطفل، صفعه، لكمه، حرقه، … الخ. أما النوع الآخر من الاعتداء البدنى يتضمن أى نوع من الإيذاء باستخدام آلة حادة.” لا يجب أبداً أن يضرب الأبوان طفلهما حتى لو كانا يعتقدان أن الضرب وسيلة جيدة للتربية.

هناك خيط رفيع بين التربية والاعتداء. التربية السليمة هى أن نقوم بتصحيح سلوك الطفل وأن نظهر له طريقة أفضل للتصرف. أى أن التربية لا يجب أن تكون عن طريق الاعتداء البدنى على الطفل ولا يجب أن تنطوى على انتهاك كرامة الطفل أو انتهاك شعوره باحترام أو تقدير ذاته. أما الاعتداء على الطفل فهو تعمد إيذاء الطفل سواء كان ذلك إيذاء بدنياً أو نفسياً. الاعتداء البدنى على الطفل لا يؤذى فقط الطفل بدنياً ولكن يؤثر أيضاً سلبياً على اتزانه العقلى وسلوكه تجاه الأطفال الآخرين والناس بشكل عام. الأب العنيف الذى يبرر معاملته القاسية والعنيفة مع طفله على أنها لصالح الطفل هو فى حقيقة الأمر يخدع نفسه، فمثل هذا الأب قد يفقد أعصابه ويبدأ فى ضرب طفله لو خالف قواعد معينة، حتى لو كان الأمر بسيطاً كتلوين الطفل فى مجلة أو جريدة، أو استخدامه لكوب أحد الوالدين، …الخ.

إقرأوا أيضاً:

الاعتداء الجنسى على الأطفال

الاعتداء النفسى على الأطفال

علمى طفلك أن يحمى نفسه!

Facebook Comments

عالم الأم و الطفل

تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى