إبنى عصبى جداً ماذا أفعل معه؟
س. أنا أم لطفل فى الثالثة والنصف من عمره. طفلى عصبى وكثير الطلبات ويريدنى تلبية كل رغباته، وعندما أرفض، يغضب ويضربنى. عندما يعود من الحضانة، يرفض دخول الشقة ويصر على الدخول عند الجيران حتى فى حالة عدم وجود أطفالهم، وعندما أحمله بالقوة، يضربنى ويركلنى ويسبب لى حرجاً شديداً. وإذا ذهبنا لزيارة أحد، يرفض ترك المكان. فى البيت يملء زجاجات ماء ويقوم بسكبها على رأسى. فى النهاية أضطر لضربه بشدة لكى يفهم أننى أقوى منه، ماذا أفعل مع طفلى؟
ج. إذا كانت لدى الطفل وهو لازال فى الثالثة من عمره القدرة على السيطرة على أمه والرأى الأخير فى أغلب الأحيان، فهذا ليس أمراً مبشراً. الاهتمام بالطفل وتربيته أمران هامان وحيويان. محاولتك إنهاء الموقف بضرب الطفل لن يؤدى فقط إلى تفاقم الموقف بل سيكون له عواقب أشد. يجب أن تكونى حاسمة، ثابتة، وواضحة، والأهم من ذلك أن تكونى هادئة وتشعريه بحنانك.
بشكل عملى، يجب أن تختارى معاركك مع طفلك وأن تتجنبى المعارك التى تعرفين أن الفوز لن يكون حليفك فيها. لكن لا يعنى هذا أن تستسلمى لطلباته الغير مقبولة. تعاملى مع تصرفاته الخاطئة بطريقة عقلانية. فكرى لماذا يتصرف طفلك بهذا الشكل وحاولى معرفة احتياجاته. لا يجب إطلاقاً اللجوء لعقاب الطفل عن طريق الضرب كما يجب أن يناسب العقاب سن الطفل، إدراكه، وبيئته.
تجاهلى تماماً نوبات غضبه، وإذا زاد سلوك طفلك السئ عن الحد، استخدمى معه طرق العقاب المقبولة مثل طريقة الوقت المستقطع (تعنى هذه الطريقة أن تبعدى الطفل عن المكان الملئ بالإثارة أو اللعب وتضعيه فى مكان بمفرده حيث يكون فيه تحت الملاحظة. ابعدى عنه أيضاً اللعبة أو الشئ الذى سبب له هذا الضيق والغضب واجعليه يجلس دون أى تعليق أو مقاطعة منك حتى يهدأ من تلقاء نفسه، ثم قولى له بعد ذلك أنك ستتحدثين معه عن سبب المشكلة التى ضايقته حين يهدأ. وبعد أن يهدأ الطفل تحدثى معه عن المشكلة ولماذا طبقت معه هذه الطريقة)، أو يمكنك ببساطة وبدون مبالغة إخبار طفلك بأنك ستحرمينه من شئ يحبه ونفذى إنذارك له. فى كل الأحوال، قبل تطبيق أى نوع من العقاب على الطفل، أنذريه بصوت هادئ وباستخدام اللغة المناسبة لسنه بأنه لو لم يتوقف عن تصرفه الخاطئ فسوف تطبقى العقاب التالى معه.
لا تتراجعى فى تنفيذ إنذارك إذا لم يعبأ بكلامك ويتوقف عن تصرفه الخاطئ. يجب أن تحرصى على ألا يكون العقاب فى وجود أى شخص آخر لكى لا يسبب ذلك أى حرج.
الدكتورة جوزيت عبد الله هي أستاذة مشاركة في علم النفس وأخصائي نفسي سريري مرخص. حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة عين شمس وكانت أستاذة علم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. تعمل حاليًا في عيادة خاصة كاستشارية في علم النفس السريري
