أنت وجنينك و الأشهر الأولى من الحمل
أنت وجنينك و الأشهر الأولى من الحمل
تعتبر فترة الحمل من أكثر الفترات التى يحدث لك فيها تغيرات جذرية!! فأنت وجنينك ولمدة 40 أسبوعاً كاملاً، تمرون سوياً بتغيرات مستمرة. وخلال هذه العملية الرائعة حتى لحظة الولادة، سيمر جنينك بعدة مراحل يتحول خلالها ليصبح من مجرد مجموعة خلايا متشابكة إلى جنين متكمل النمو!! وكل تغير يحدث للجنين، الذى ينمو بداخلك، سيؤثر حتماً عليك وعلى جسمك. لذا فإدراكك لما يحدث داخل رحمك سيجعلك أكثر قدرة على مواجهة التغيرات الجسدية والنفسية والهرمونية التى ستتعرضين لها خلال هذه التجربة الشيقة.. إذا لم تكن مقلقة فى بعض الأحيان…ألا وهى تجربة الأمومة.
الأسابيع الأولى
أنت
بالرغم من أنك لن تلاحظى أى إختلافات فورية بعد حدوث الحمل، إلا أن جسمك سيكون قد تهيأ بالفعل لهذه المرحلة. وكلما زاد إنتاج هرمون الإستريجون يزداد حجم الرحم ويكبر وزنه وينمو داخله شبكة نواة إستعداداً لظهور الجنين. بعد حدوث الحمل تنقطع الدورة الشهرية، خاصة بعد إستقرار الجنين فى جدار الرحم. مع ذلك تتعرض بعض السيدات لنزول نقط من دم أو يحدث لهن نزيف خفيف. وحتى إذا أتتك دورة شهرية خفيفة فستخبرك المؤشرات الأخرى بأنك ربما تكونين حامل!!
فيعتبر “الغثيان الصباحى” – وهو شعور بالغثيان يخالطة دوار، والذى يحدث غالباً فى الصباح، وقد يحدث فى أى وقت من اليوم_ هو أول مؤشر على ذلك. أما الشىء الذى يسبب الشعور بالغثيان هو الإندفاع المفاجىء لثلاث هرمونات: الإستريجون والبروجيستيرون والجونادو تروبين أو الإتش.سى.جى، مما يتسبب فى إثارة جدار المعدة. أما غثيان الصباح فهو نتيجة طبيعية لما يتعرض له جسمك من إضطرابات هرمونية. ومع ذلك نجد أن بعض السيدات لا يتعرضن له.
أما بالنسبة للإتش.سى.جى (والذى يطلق عليه فى بعض الأحيان بهرمون الحمل) فيتم إنتاجه فى مجرى الدم. ونجد أن له وظيفتان، الوظيفة الأولى هى المحافظة على إمداد الجسم بهرمون ” الإستريجون والبروجيستيرون” والوظيفة الثانية هى منع نزول الدورة الشهرية. وإذا ما أظهرت فحوصات الحمل عن وجود أثار لهرمون ” الإتش.سى.جى” فى بولك فهو مؤشر بأنك بالتأكيد حامل.
أما التفاعلات الأخرى تكون أقل ظهوراً. فقد تتغير حاسة التذوق عندك، وتجدين نفسك تكرهين أشياء كنت تفضلين تناولها من قبل. أو يصبح لديك رغبة ملحة فى تناول أشياء ما كان يخطر لك أبداً أن تتناوليها. وتشعر بعض السيدات بأن هناك طعم معدنى فى فمهن!! علاوة على ذلك قد يشعرك هرمون “البروجيستيرون” بالتعب ولن يكون شيئاً عجيباً إذا ما شعرت فجأة بدوار أو إذا ما وجدت نفسك متقلبة المزاج دون أدنى سبب مقنع.
إذا ما ظهرت أعراض من المحتمل أن تربيطها بالآم الدورة الشهرية مثل الشعور بالإنتفاخ، إحتباس الماء، تضخم الثديين وحساسيتهما قد تكون هذه الأعراض ما هى إلا أعراض جانبية ناتجة عن زيادة هرمون “البروجيستيرون” فى جسمك، إلى جانب تعرضك أيضاً لحدوث بعض الإفرازات المهبلية. وكلما كبر حجم الرحم يبدأ بالضغط على المثانة، إلى جانب تغير قدرة العضلات نفسها، فقد تشعر بعض السيدات أنهن يردن التبول أكثر من المعتاد.
وكلما تقدم حملك ستصبح التغيرات التى تحدث لجسمك أكثر وضوحاً. ولكن بينما يحاول جسمك التأقلم على مسئولياته الجديدة، فمن المحتمل أن تشعرى فى الأسابيع القلائل الأولى بالقلق والضيق.
فى نهاية الثلاثة أشهر الأولى يجب أن يكون وزنك قد زاد من 1 كيلو إلى 2 كيلو وهو عبارة عن حوالى 10% من حصيلة المجموع الكلى للوزن الزائد أثناء فترة الحمل.
جنينك
بينما يبدأ جسمك فى التأقلم، يكون الجنين داخل رحمك قد بدأ فى الغير. وبمجرد أن يغرز الجنين وبقوة فى جدار الرحم، يربط بخلايا الدم الحمراء ويبدأ جسمهه فى التطور. وتقوم الطبقة الداخلية للخلية بتكوين الأعضاء الداخلية مثل الكبد، المثانة، الرئتين. أما الطبقة الوسطى فتقوم بتطوير العضلات، العظام، الأنسجة الرابطة، خلايا الدم والأعضاء التناسلية والبولية، بالإضافة إلى الطبقة الخارجية التى تتطور فيما بعد لتصبح خلايا الجلد، العيون، الجهاز العصبى وغدد أخرى. لكن حتى هذه المرحلة يكون حجم الجنين متناهى الدقة، فيكون بالكاد أكبر بقليل من حبة الأرز!! بل يظل شكله عبارة عن مجموعة خلايا متشابكة مع وجود رأس وذيل صغير يصعب رؤيتها!! ومع ذلك يكون العامود الفقرى والمخ والقلب قد بدأوا فى النمو.
بعد ست أسابيع
أنت
سوف تشعرين بأعراض أخرى أكثر وضوحاً. فيصبح مزاجك متقلب جداً ويؤدى بك الشعور بالإرهاق والتعب إلى زيادة الحدة فى طبعك. وضعى فى الإعتبار أنه فى أفضل فترات الحمل تمرين أحياناً بأوقات تؤدى بك إلى الإكتئاب أو الشعور بالحزن، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التى تحدث لجسمك. هذه الهرمونات يكون لها أكبر الأثر فى التأثير على إنفعالاتك. كذلك نجد أنه فى هذه الفترة يزداد وزن الثدى ويثقل وتصبح العروق المحيطة به أكثر وضوحاً وبروزاً وذلك لزيادة ضخ الدم. كذلك تجدين صعوبة فى التنفس وتجدين نفسك فى حاجة إلى مزيد من الأوكسجين!! ويضاعف مجهود العمل الذى يقوم به قلبك حتى يلائم ذلك مقدار الكمية المتزايدة من الدم والتى تضخ فى جميع أنحاء جسمك.
جنينك
فى هذه المرحلة تتحول النطفة الصغيرة إلى جنين واضح الملامح، نوعا ما، ويكون له رأس ورقبة وعينين وأذنين غير مكتملتين النمو. حتى الوجه يكون قد بدأ فى التكوين. وبالرغم من أن الجنين يكون قد بدأ فعلاً فى التحرك فإن إستخدام جهاز قياس الموجات فوق الصوتية يستطيع الأن أن يرصد هذه التحركات. ويبدأ أيضاً القلب الصغير فى الخفقان بالرغم من عدم إكتماله وذلك لأنه يكون لديه أذين واحد وبطين واحد فقط بدلاً من أربعة. ويبدأ كذلك كل من الكبد، الكليتين، العضلات، والخلايا العصبية والجهاز الهضمى فى التطور والنمو.
من الأسبوع 8 حتى الأسبوع 12
أنت
خلال هذه الأسابيع لن يتغير شكلك كثيراً بالرغم من شعورك بحدود الرحم فوق عظمة الحوض. وفى هذه الفترة أيضاً سيتحسن عندك الشعور بالغثيان الصباحى الذى كنت تعانين منه. وكلما كبر الرحم وخرج من تجويف الحوض فلن تكونى فى حاجة إلى الذهاب للتبول عدة مرات.
جنينك
فى الإسبوع التاسع يكون حجم الطفل كحجم ثمرة صغيرة من الفراولة. أما فى الإسبوع 12 يكون الجنين قد بدأ أخذ بعض الملامح الإنسانية. فى هذه المرحلة تكون أعضاء الجنين قد تكونت ولكن لم يكتمل نموها بعد. وتكون أيضاً سرعة دقات قلب الجنين ضعفى دقات قلبك. بالإضافة إلى أن الأعضاء التناسلية تكون واضحة جداً. وتكون العيون قد تكونت وكذلك الحال بالنسبة للأصابع الدقيقة للقدمين واليدين ويكونوا محاطين بشبكة من النسيج الرقيق.
فى الإسبوع 12
متوسط طول الجنين: حوالى 7.5 سم
متوسط وزن الجنين: حوالى 18 جم
تشمل مجموعتنا الواسعة من المقالات جهود أكثر من 20 عامًا من العمل وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة برعاية الأسرة والطفل. تم تطوير جميع مقالاتنا وتحديثها بمساعدة ودعم القادة في مجالات الطب والتغذية والأبوة والأمومة ، من بين أمور أخرى.