أنا حر يا ماما! – الحرية لها حدود
أنا حر يا ماما! – الحرية لها حدود
ولادنا بييجو عند سن معين يبتدوا يقولوا: ”كده يا ماما أنا حر“، سواء كان ”لعبتي و أنا حر“،
”فلوسي و أنا حر“ أو ”أنا حر أنا عايز أعمل كده“.
الموضوع ده له أكتر من جانب مهم و هنتكلم على كل واحد فيهم:
الجانب الأول: هل فعلا الانسان حر في كل حاجة سواء كان كبير أو صغير؟
أيوة فعلاً الانسان حر وده حق إدهولنا ربنا ومش من حق أي إنسان ينزعه من غيره لكن ازاي أدي ولادي الحرية من غير مفهم معناها الأول؟ هل احنا فاهمين معنى الحرية؟ عشان نفهم لازم نرجع للأصل ونشوف ازاي ربنا إداهلنا؟ و هل لها شروط؟
الحرية الربانية:
1) الانسان حر طالما ولا بيئذي نفسه ولا غيره. طيب ولو أذى نفسه أو غيره؟ فيه عواقب متفق عليها مسبقاً لازم يتحملها(و مفيش واسطة) ودي على فكرة حرية إختيار لأننا بنكسر القانون مع سبق الإصرار والترصد واحنا عارفين ومدركين العواقب كويس أوي. ذي كدة لما نكسر السرعة المتفق عليها واحنا سايقين العربية لو وقفتك لجنة وفرضت عليك غرامة أو سحب رخصة منقدرش نحس بالظلم منهم لأنه ظلمنا نفسنا وحطيناها في الموقف ده باختيارنا ونستاهله!
2) ربنا بيدي الانسان حريه لما يكون قادر وعاقل وبالغ ويقدر يتحمل مسؤلية، دة يعلمنا إنه الحرية لازم تكون مصحوبة بالمسؤلية وتكون مناسبة لقدراتهم الجسدية والذهنية.
3) الحرية لازم يكون لها حدود لأن عقل الانسان برده محدود. وعشان كده فيه قوانين ربانية وقوانين شرعية وقوانين مدنية وقانون لكل ثقافة وبيئة وشعب وكمان قانون مختلف لكل بيت لأنه لو مفيش إطار معين يجمعنا جواه هتكون حياتنا فوضى من غير قوانين زي الغابة.
يبقى نتعلم من كدة: إنه قبل مندي الحرية نعلم المسؤلية الأول ونزرع قوانين للحرية ونفهمهم حدودها وعواقبها ونخليهم يتحملوا العواقب مش نحميهم منها وندي كل واحد من ولادنا حرية مختلفة عن التاني تناسب قدراته الذهنية والجسدية لأنه كل مهندي حرية أكتر هندي مسؤليات تصاحبها أكتر ونفضل فاكرين دايماً إنه الحرية من غير مسؤلية: الطريق لدمار حياة ولادنا.
الحرية فالمشاعر والحرية في التعبير عن المشاعر:
تاني حاجة لازم تكون واضحة قدام أولادنا هي إنهم أحرار في مشاعرهم وغير محاسبين عليها لكن مش أحرار في أفعالهم ومحاسبين على كل واحد فيهم سواء كان فعل أو رد فعل! وده لأنهم يقدروا يتحكموا في أفعالهم بس مش في مشاعرهم.
طيب ازاي أوصلهم المعلومة المكلعكة دي؟
1) منسألش ولادنا أبداً إنت ليه حاسس أو حاسة بكدة: زي مثلاً: ”ليه زهقانة وانتي لسة راجعه من بره؟ أووإنتي عندك كل اللعب دي ف أوضتك؟“ أو ”ليه إنت مش بتحبي السلطة؟“
طيب أومال نعمل إيه؟ ممكن نسألهم ايه الاسباب إلي خلاكو تحسو بكدة ونحللها مع بعض لإنها عادةً بتكون أسباب وهمية؟ مثلاً لو قالك ”إنت مش بتحبني“ ممكن تقوله ”إيه إلي عملته أو حصل عشان يوصلك الاحساس ده؟“ وبعدين تشرحله إنه مكنش قصدك خالص يوصله الاحساس ده وممكن كمان تعتذر لو غلط.
2 ) نقدر ونتفهم إحساس ولادنا ومنحاولش نقنعهم يغيرو الإحساس أوان احساسهم ده غلط أو جريمه أو نحاول نقنعهم ”إنه لأ يا حبيبي إنت مش حاسس بكدة“ أو ”إنت بتحبه بس بيتهيقلك“ ! الأفضل نقول: ”أنا متفهم جداً لمشاعرك وأكيد أنا لو ف موقفك هحس بكدة. ايه رأيك ما تيجي نفكر نعمل إيه عشان نحس بحاجة مختلفة؟“
3) نفهم ولادنا بعد ماتفهمنا مشاعرهم وقدرناها، إنه من حقك تحس بكدة، وكمان صاحبك أو أخوك من حقه إن إنت متضربوش أو متئذيهوش. إنت حر ف مشاعرك لكن مش حر ف أفعالك لو حتئذي بيها نفسك أو غيرك. تعالى بقى نفكر ممكن المرة الجاية لما يجيلك نفس الشعور ده تعمل إيه مختلف يريحك بس كمان ميئذيش حد؟
4) لازم المعادلة دي تكون واضحة لاولادنا: الاحساس بيولد رد فعل يعبر عنه والفعل بيولد نتيجة. لو عايز أغير النتيجة، مقدرش أغير الاحساس لأنه حاجة بتيجي غصب عني ولا اتحكم فيها. طيب إيه إلي أقدر أغيره؟ رد الفعل بتاعي!
احساس ← رد فعل ← نتيجة

نهى هي مدربة صحية معتمدة من معهد الدكتور سيرز الصحي ، ومربية معتمدة في الانضباط الإيجابي وأم شغوفة لطفلين. من خلال مدونتها ، تأمل في تمكين العائلات والآباء لقيادة حياة صحية وسعيدة ومتوازنة الحياة من الداخل الى الخارج.