ألعاب هاشم المبتكرة!
ألعاب هاشم المبتكرة!
ألعاب هاشم المبتكرة!
من أرشيفنا: سبتمبر ٢٠٠٢
من خلال التجربة، اكتشف هاشم أن الشقاوة فى البيت أكثر متعة من أية لعبة عادية.
“كليك”…..”كليك”…..”كليك”….. لقد ارتفعت مؤخراً فاتورة الكهرباء الخاصة بنا، ليس لأننا نستخدم أجهزة أكثر من المعتاد، ولا لأننا قد اشترينا أية أجهزة كهربائية جديدة، ولكن لأن هاشم قد اكتشف لعبة جديدة. فى الواقع، إن العديد من تلك اللعب موجود بكل حجرة فى البيت، وهى تصدر صوتاً لطيفاً مثيراً لأذنى هاشم “كليك”. لقد اكتشف أن هذه اللعبة مرتبطة بطريقة ما بانبعاث النور الذى يراه، ولكنه لم يكتشف بعد سبب هذا الارتباط.
أى شخص قد تعامل من قبل مع أطفال فضوليين سوف يفهم جيداً ما أعنيه. لعبة هاشم الجديدة التى يعشق استعراضها أمام الناس هى استخدام مفاتيح النور. هو يستطيع الوصول إليها بالكاد إذا وقف على أطراف أصابعه، وذلك يعطيه الانطباع بأنها شىء لا يجب أن يمسه ولكنه استطاع أن يتحدى والديه بإيجاد طريقة مبتكرة للوصول إليه حتى أنه أحياناً يقف فوق كتاب أو دبة ليتمكن من تعويض البضع سنتيمترات التى تنقصه. بعد أن يضغط على المفتاح، ينظر حوله بحرص ليعرف إن كان أحد قد رآه. ذات مرة حاولت استخدام احدى الطرق النفسية فى التعامل مع الأطفال، فمدحته عندما أضاء النور اعتقاداً منى أنه سوف يفقد اهتمامه بهذه اللعبة بعد أن عرف أنه لا بأس من اللعب بها. ولكنى أخطأت، فما فعله على الفور هو أنه جرى بسرعة فائقة إلى كل مفاتيح النور الموجودة فى حجرة المعيشة وأضاء كل الأنوار! الخطأ الثانى الذى ارتكبته هو أننى صرخت فيه قائلاً “لا”، وبالطبع توجه مباشرةًإلى المطبخ للبحث عن المزيد من مفاتيح النور.
أستطيع أن أتصور ما يدور فى رأسه الصغير، بعد أن تدخل كلمة “لا” فى أذنيه، تتوجة إلى عقله، وبالرغم من قصر المسافة حتى تصل الكلمة إلى عقله، إلا أنها تتحول بشكل أو بآخر إلى كلمة “نعم”. يتم بعد ذلك تصنيع الكلمة فى عقله حيث يتم تكبيرها وتعظيمها إلى كلمتى “برافو، كمان”. ثم تمر الكلمات خلف عينيه (أنا أعرف ذلك لأن عينيه تتسعان فجأة وتتسمان بنظرة شيطانية) ثم تمر إلى أسفل فمه حيث تخرج منه صيحات عالية. فى نفس الوقت تبدأ قدميه فى الانطلاق وتبدأ ذراعيه فى الارتفاع إلى أعلى فى الهواء وينطلق فى البيت.
من أجل تقليل فاتورة الكهرباء، فعلت الشىء المنطقى الذى قد يفعله أى شخص. قمت من مكانى وانطلقت خلفه فى البيت وأنا أطفىء كل الأنوار التى أضاءها. وكان هذا هو الخطأ الثالث، حتى عندما حاولت شغله بشىء أثناء قيامى بإطفاء الأنوار لم ير يدى، إلا أنه يسمع “كليك”…..”كليك”…..”كليك”، مما أثاره أكثر. يبدو أننا قد ابتكرنا لعبة جديدة. ما حدث بعد ذلك أننى وجدت نفسى مستلقياً على الأرض من شدة الإجهاد، وهاشم يقف فوقى معلناً انتصاره وكل أنوار البيت تتلألأ!!
لقد جربنا الألعاب التقليدية. أجداده، خاله، وعمته قد اشتروا له ألعاباً كثيرة مثل سيارات وبازل،…..الخ. هو يحب هذه اللعبة، ولكن ما يبهره أكثر هى العلب التى تأتى فيها هذه اللعب. هو يحب أيضاً كا أنواع الكور. كور التنس ظريفة، ولكن لديه كرة راكيت زرقاء تنط بعنف، وهى أكثر كرة يعشقها. أنا أتمنى أن يكون سبب هذا العشق هو أنه سوف يصبح يوماً ما بطلاً رياضياً، ولكن الشك يساورنى فى أن سبب عشقه لها هو أنه يحب يقذفها على الأشياء التى لا يسمح له بلمسها (ليته فقط يستخدم لعبه فى الأغراض السلميو بدلاً من الأغراض الشريرة.) لكن بالرغم من ذلك هو حقاً طفل ظريف. على كل حال أنا أعتقد أن إشباع فضوله أهم من تلك الأشياء الصغيرة الموجودة بالبيت، ولكن بالطبع، تتمنى والدته أحياناً أن يترك أشياءها ويركز أكثر على حجرته هو.
الظريف أنه منذ أن بدأ الصيف، فإن أغلب ألعابنا أصبحت خارج البيت، لقد ذهب إلى الشاطىء وأعجبه جداً. إن والده (كما قيل لى) قد استغرق بعض الوقت إلى أن اعتاد على ملمس الرمل، لكن بالنسبة لهاشم فلم يكن هناك أية مشكلة. فقد بدا وكأنه فى بيته، يتمرغ فى الرمل ويحاول أن يمسك بالرمال وهى تنزلق من بين أصابعه. الشىء الغريب هو أنه حاول يومياً لمدة 15 دقيقة كاملة أن يمسك بالرمال ولكنه فشل. لست متأكداً مما يعنيه ذلك، ولكنى أتمنى أن يكون معناه أنه يتصف بالمثابرة والعزيمة. لكن طعم الرمل لن ينا إعجابه. هاشم يستعد للذهاب للسباحة الآن. هو يعشق الماء! لا أستطيع الانتظار لأرى إن كان سيحاول الإمساك بالماء أيضاً.

حسن هو أب لولدين يستمتعان بالكتابة عن مغامراتهما أثناء تجوالهما في الحياة.