أعمل إيه فى خناق الأولاد مع بعض؟
أعمل إيه فى خناق الأولاد مع بعض؟
س: أولادي الصغيرين طول الوقت بيتخانقوا مع بعض، مافيش لحظة بتعدي من غير ماحد فيهم يغيظ التاني علشان تبدأ الخناقة… عاقبت، زعقت، حرمت و أحيانا كمان ماقدرتش أمسك نفسي و ضربت… ولا حاجة نفعت… برده معارك كل يوم… أعمل ايه؟
ج: أولا: فكرة وجود أشخاص مختلفين في مكان واحد مع عدم الخناق والقفش والاحتكاك السخيف احيانا فكرة شبه مستحيلة… افتكروا كده واحنا صغيرين وخناقاتنا مع اخواتنا وكل ما سننا يقرب من بعض كل ما كنا نفس المعيلة وعدم النضج… وكل ما سننا يبعد عن بعض ممكن سبب الخناق انه محدش قادر يستوعب ويستحمل التاني لان كل واحد حياته واحتياجاته وأولوياته مختلفة… يعني من الآخر طبيعي جدا انهم يختلفوا ويتخانقوا و يستفزوا بعض… ومش طبيعي نتخيل حد منهم بيحتوي التاني كأب أو أم لأنهم اخوات وفيه مابينهم منافسة طبيعي جدا تكون موجودة.
ثانيا: تدخلنا في الخناقة عادة مابيكونش تدخل عادل… يعني ايه؟ حد بييجي يحكيلك المشكلة من وجهة نظره فقط، أو انتي بتشوفي جزء من القصة بعينيكي بس ماشوفتيش كل حاجة… كأنك دخلتي تشوفي الفيلم في التلت الأخير منه و جاية تقولي رأيك في الفيلم بمنتهى الثقة!!!!
ثالثا:اخد صف حد فيهم بيزيد من حدة المشكلة وبيخليهم يكيدوا أكتر و تزيد المشاكل بينهم… ازاي؟ لو ٢ حاسين بالظلم وراحوا لقاضي والقاضي اخد صف واحد فيهم بس وحبس التاني من غير مايسمعله ولا يقوله انت كمان برده اتظلمت عندك حق هيحصل ايه؟ لو القاضي اتحجج بأنه معلش انه ضربك هو صغير أصغر منك بس انت الكبير ماينفعش تضربه هتحس بايه؟
رابعا: عادة بننسي انهم أطفال ولسة غير قادرين على حل مشاكلهم بشكل دبلوماسي ناضج، وغير قادرين على ضبط مشاعرهم و التحكم فيها بالصورة المطلوبة.
طيب بعد ماانتبهنا لشوية حقائق ممكن تكون كانت تايهة عننا نعمل ايه برده لما يتخانقوا؟
أولا: مش كل خناقة نتدخل فيها… نتدخل بس لو فيه خطر أو لو حد طلب نجدتنا واحنا لسة ماعلمناهمش يحلوا المشاكل والاختلافات دي ازاي.
ثانيا: احنا مش عايزين ناخد دور القاضي لأن ٩٩٪ من المشاكل مش مستاهلة نرفعلها قضية ونوكل محامين… طيب نعمل ايه؟ اعتبري نفسك ‘وسيط’… حد بيحاول يوصل وجهات النظر لبعض… اسمعي للي جه يشتكي واسأليه أسئلة توضح المعلومات والتفاصيل أكتر… زي: ‘وانت شديتها من ايده علشان اتضايقت انه بيلعب بيها؟ ولا علشان ما استئذنكش قبل ماياخدها وده حسسك انه مش بيحترمك؟ ‘… ممنوع الطرف التاني يقاطع لحد ما دوره ييجي… وبعد الطرف الأول مايخلص محتاجين تسمعوا الطرف التاني وبرده تسأليه للتوضيح… زي مثلا: ‘وانت فعلا كان قصدك ماتحترموش أو تهينه لما اخدتها من غير اذن ولا اخدتها من غير ماتفكر أساسا انه مهم الإذن عنده؟ ‘… ٣/٤ المشاكل بتخلص بمجرد مانسمع لبعض… مش من حقنا نشكك في نوايا بعض لكن من حقنا نقول الفعل ده آذانا أو ضايقنا ازاي ونطلب فعل تاني بطريقة تانية بيناسبنا أكتر.
ثالثا : بعد ماسمعنا بعض ونوايا بعض وقصدنا واحتياجاتنا وليه عملنا كده، نحل المشكلة بقى وده له شقين: الشق الأول لو فيه طرف متألم، محتاجة أقول للطرف التاني: نعمل ايه علشان نساعده يتحسن و نخفف عنه؟ محتاجين نعلمهم اننا محتاجين نخفف عن اللي اذيناه حتى لو بدون قصد… الشق التاني: نوجد حل للمشكلة دي المرة الجاية لما نقع في نفس الموقف: يعني في المثال اللي اديته فوق: نقول هنا: ‘تمام انا سمعتكم انتم ال٢ وفهمت وجهة نظركم واستوعبتها، وعلشان ما نقعش في نفس المشكلة تاني، احنا فهمنا أهو ان الطرف الأول عنده الاستئذان مهم جدا وبما ان دي حاجته يبقى يحق له يقول يسلفها ازاي… فممكن نتفق بما ان الموضوع ده عنده مهم، نراعي اننا ننفذه معاه؟’
و نسأل الطرف التاني:’ هل انت برده بالنسبة لك الاستئذان مهم على أي حاجة من حاجتك ولا حاجات معينة؟’… ونحط القانون الجديد بتاع حفظ الملكية في البيت.
طيب فيه ناس هتقولي ده ينفع مع سن كبير لكن لو أحد الأطراف عنده سنة ولا اتنين هنعمل ايه؟
في الحالة دي الوقاية خير من العلاج… يعني نحاول نتجنب الحاجات اللي هتستفز الكبير لأنه بجد مش مسؤول عن الصغير يبلعله أي حاجة… ازاي؟ لو مثلا بيشخبط على حاجته، نعلمه و نفكره يشيل حاجته في علبة نديهاله بقفل أو بتتحط مثلا فوق الدولاب علشان الصغير مايطولهاش… وكمان نفهمه قدرات الصغير انها لسة محدودة واستيعابه لسة بسيط لكن ده مش مبرر برده انه يفضل يستحمل ويكتم في نفسه، بالعكس نتعاطف معاه ونقوله عندك حق والله تضايق حقك عليا.
كمان لازم نكون واقعيين… مش هنقدر نحل كل مشاكلهم وده أساسا مش دورنا… ولا دورنا نعمل الخطوات دي على كل مشكلة مش هنخلص كده… دورنا نحاول نعلمهم المهارة دي علشان يتمرنوا عليها ويقدروا يستخدموها لوحدهم… وعلشان كده نعمل الوقفة دي كل ما نقدر كل فترة علشان نغرز فيهم مهارة التعامل مع الاختلافات ما بيننا.
دي الخطوط العريضة في التعامل و طبعا كل بيت عنده قصص مختلفة.

نهى هي مدربة صحية معتمدة من معهد الدكتور سيرز الصحي ، ومربية معتمدة في الانضباط الإيجابي وأم شغوفة لطفلين. من خلال مدونتها ، تأمل في تمكين العائلات والآباء لقيادة حياة صحية وسعيدة ومتوازنة الحياة من الداخل الى الخارج.